أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

ايليزي ...هل هي أزمة مال ام أفكار

السبت 28 نوفمبر 2020
آخر تحديث : السبت 28 نوفمبر 2020 موقع الجنوب الكبير  

بقلم : د. عبد العزيز لخضر

   لا يختلف اثنان على كون الوضعية الحالية التي تعيشها ولاية ايليزي هي الأسوء  من بين جميع ولايات الوطن ،لكن اختلاف الآراء حاليا يتعلق حول أسباب الأزمة التي يعيشها سكان هذه الولاية المترامية الأطراف  ،هل نتيجة مشاكل في التسيير أو ضعف الدعم المادي . اللغة التي يستعملها مسؤولو هذه الولاية  لا تختلف كثيرا عن سابقيهم ،بل تكاد مطابقة لها من حيث المضمون،حيث يختزل مجملها في توجيه اتهامات مجانبة للصواب لجهات غير محددة وكأن الأمر يتعلق بمؤامرة ضد الولاية ، سبب هذه الاتهامات التي يوجهونها دائما لسابقيهم دون دراسة ،هو غياب فكرة المشروع والأهداف  وكأنهم ينتظرون من الساكنة  ان يحلو محلهم ويعطون حلولا لمشاكل جمة تتعقد بمرور الزمن ولا تحل .

  ان المدقق في المبالغ التي رصدتها الدولة لهذه الولاية سيرى انها مبالغ ضخمة  لكن تسييرها كان سيء جدا بالنظر الى حجم التنمية فيه  . والدليل على أن المشكل الأساسي الذي تعاني منه  هذه الولاية هو مشكل في التسيير،هو غياب أي مشروع ولاية  لهذا البقعة  في الوقت الراهن، حيث تم إقبار الفاعلين فيها  بتهميش مؤطريها امثال الساسة والولاة السابقين ابناء الولاية وعدم الاعتماد عليهم في تخطيط مشروع حقيقي ينهض بالولاية ويساعد على حلحلة مشاكلها سواء على المدى المتوسط او البعيد بسياسة الاعتماد الكلي على النزول والرضوخ للطلبات الآنية  للمحتجين وتهدئة الوضع حتى لو كان ذلك على حساب المال العام الذي يستنزف في اطار الشعبوية  يفتقد مسيرينا الى  ا لروح القتالية باستثناء قلة قليلة منهم ،لمجابهة التحديات ووضع أهداف حقيقية  تصب جميعها في مصلحة الولاية . فلا يعقل اطلاقا اننا على مشارف نهاية عام 2020 وايليزي لا تحوي بين جنباتها مستشفى محترم ويبقى المريض يعالج وسط مستشفى ملغم بالامونيات فقد بناءه صلاحيته منذ أعوام . هذا ناهيك عن ما يعانيه عمال المستشفى من نقص في التجهيزات والسكن الخاص بالعاملين به . لا يعقل ان تصبح الولاية التي تحوي اكبر عدد من الشركات فيها ان تئن تحت وطأة البطالة وتتسكع في اروقة الوكالات للبحث عن منصب .ومعلميها مازالوا يهربون منها لأجل السكن المنعدم .فاذا لاحظنا شبكة طرقاتها سنجد الحفر اكثر من الطريق المعبد  وغيرها الكثير من المشاكل التي نتحملها جميعا  ونعاني منها جميعا .

   ان العمل  بالمشروع * مشروع الولاية * يدعم إرساء العدل والشّفافيّة والمصداقيّة والرّقابة ونبذ الظّلم وتجاوز الحقوق والتعدّي على الحريّات، وتحمل المسؤوليات  بدل الهروب منها .و يجب أن يعكس هذا المشروع  رؤية واضحة لما ستقدّمه المؤسّسة. وتحديد أدوار ومسؤوليات التنفيذيين، والغير تنفيذيين، والعاملين يجب أن تكون محددة كتابيا. اعدا د الترتيبات فيه  لقياس جودة الخدمة.   الأوامر المحددة، والتعليمات المالية، ونظام التفويض وكتيبات ومذكرات الدعم.فرئيس المشروع يجب ان يكون ملهما مشعا ليحرك دواليب مجلسه في اتجاه تحقيق المشروع  واذا حول الى ولاية اخرى يبقى المشروع لمن حل محله لإكمال المسيرة وتحقيق الاهداف المسطرة  ووضع الترتيبات الموضوعة لضمان الالتزام بالقوانين و  لتلقى ودراسة وحل الشكاوى معلنة للجميع.دون ان ننسى دائما الترتيبات المحددة للتعرف على احتياجات التطوير لجميع العاملي في اطار المشروع ووضع .قنوات إتصال واضحة تم وضعها لكل الأقسام الخاصة بالمشروع  وتقوم خطة المشروع بكل تحدي  على أربعة أسسٍ رئيسيّة هي؛ العدالة ، وتحديد المسؤولية بدقة ،والمساءلة والمحاسبة ، والشفافية (الصدق والأمانة)

   أزمة التسيير في هذه الولاية باتت مؤكدة بعد تنامي مشاكل عدة في كثير من القطاعات  بعد عجز مسؤوليها  عن إيجاد حلول لمشاكل المواطنين المطروحة على مكاتبهم وفوضى خلاقة مجدت قرارات أحادية  في صالح تخدير الوضع فقط لا معالجته في حين يغرق ساكنة الولاية في مشاكل لا حصر لها .فهل يعقل ان ولاية ايليزي بحجمها ومواردها لا تحتوي على حديقة  ويكاد الغطاء الاخضر يغيب عن شوارعها اذا استثنينا تلك المساحات التي تجف ويذبل لونها ايام بعد استكمالها نظرا لعدم وجود دراسة حقيقية لوضعها ووضع اليد العاملة التي تصونها وتتابعها  أن انعدام  المساحات الخضراء في هذه الولاية  يعتبر نذير شؤم يهدد بكارثة بيئية تحل على المدينة . لا مكان آخر تذهب إليه في ولاية ايليزي الا  الحديقة اليتيمة  وهي المكان الوحيد الذي يريد ان  ينعم به أبناؤنا باللون الأخضر الذي محاه اللون الإسمنتي والاصفر الرملي الذي يغطي  المدينة.

   مدينة سياحية بترولية تحتوي على كنوز فوق ارضها وتحت ارضها فيها ما هو مستغل والكثير غير مستغل  نظرا  لضعف الذهنيات واعتماد استراتجيات تحث على الاسراع في الاولويات و بناء ما هو آتي   فلماذا تتخبط الولاية كل ربيع في عواصف رملية وهي تستطيع احاطة المدينة بسد اخضر مادامت تحوي خزان مياه لا يقدر بثمن   لماذا لا تنجز سدود بسيطة وغير عميقة لاستغلال مياه  الأمطار   وتطوير انتاج الثروة السمكية . لماذا لا تنجز دراسات حول التربة وتحديد المنتوجات التي تزدهر فيها بدل رمي اموال الدعم هنا وهناك . اين هي  مبادئ خلق الثروة في تربية الابل والماعز  والاكثار منها . لماذا لا تبنى مدارس استباقية لفك الاكتضاض وسكنات للمعلمين للحفاظ على الكوادر التي تتكون في ايليزي وتصبح منتجة بعد التحويل الى ولايات أخرى . لماذا لا توضع خطة حقيقية لانجاز طرق تتحمل درجة الحرارة المرتفعة ومرور الشاحنات الكبيرة ذات الوزن الثقيل المخصصة للشركات عليها  في خطة للتخلص من الترميمات المتكررة التي لا فائدة منها .

   كل هذه الاسئلة  وغيرها يسألها الساكنة  عند حلول مسؤول جديد الى الولاية  منتظرين منه بفارغ الصبر حلولا لمشاكلهم لكنهم بعد حين يجدونه غارق في حل مشاكل اجتماعية بدل التفكير في تخطيط مشروع منه يخلق الثروة ومنه يستطيع صرفها في اماكنها المحددة لفائدة سكانها ليستفيد منها الجميع .لا تزال اميهرو وتماجرت واركين  تعاني من كل الجوانب  ولا تزال تاست عطشى تئن تحت  الظمأ  وأطفال  افرا وافني يحلمون بغد أفضل ان لم يكن في القريب العاجل ففي البعيد الآجل المهم ان لا يكون في العدم او في غياهب الجب الذي وضع فيه سيدنا يوسف .


   وبالإضافة الى معطيات محصل عليها من مصادر مقربة من الرئاسة فإن حقيقة أزمة التسيير جاءت على خلفية إحجام  النواب عن مزاولة مهامهم في إطار التفويض بسبب تعنت رئيس الجماعة  وعدم الإستجابة لمراسلتهم التي دعى من خلالها النواب وباقي الأعضاء الى  طلب صرف الميزانية المبرمجة في تكوينهم لتدارك النقص الحاصل في الإطلاع على مستجدات القانون.

 

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟