أخبار هامة
سرديات الحرج..
الإثنين 08 نوفمبر 2021
آخر تحديث : الإثنين 08 نوفمبر 2021
موقع الجنوب الكبير
إن المساهمة في تزوير التاريخ تكون عبر النسيان المقصود والاعتقاد السيئ، وساعتها يفقد المتحدثون باسمه لغتهم الواضحة وقد تعلمنا من جورج أورويل أن النفاق هو العدو الأكبر للغة الواضحة.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: الحقائق مرة فاستعيروا لها أخف البيان، وما بين حقائق المغرب المرة وبيانات الجزائر الثقيلة تغرق سرديات كل طرف في لجة من الوهم العميق، وإذا كان لنظام المخزن الادعاء الذي تكشفه الحقائق، فإن لنا الحرج الذي لا يرفعه إلا أخف البيان وهو ما نفتقده حاليا.
منذ 1975 ونحن نسجل الخسائر الواحدة تلو الأخرى، فقد أخذ المغرب الأرض وترك لنا الشعارات الجوفاء، ومضى الوقت سريعا حتى وصلنا إلى وقت نعين فيه بأم أعيينا بؤسنا جاثما على الصدور، فكل الدول الإفريقية التي مسحنا ديونها تؤمن بسردية "أسود الأطلس" وتسير في فلكها وتلعب لعبة القط والفأر مع سردية الحرج التي يرويها "محاربو الصحراء"، وهذا ما كان ليحدث لو قيض الله لنا كائنات سياسية تفرق بين الجمر والتمر، لأنه لا يعقل أبدا أن لا نحدد إحداثيات
الوقائع على محور يمتد على طول 3944.6 كلم ثم نقول أن العالم يتآمر علينا، كما أنه من الخبال والخطل بمكان أن نصدر بيانا نحدد فيه منذ البداية هوية الجاني ثم نختتمه بالتأكيد على أن التحقيقات جارية لتحديد هويته.
إن كل سردياتنا الكاذبة منذ زحف جيش الحدود واغتصاب جماعة وجدة للحكم جعل من تاريخنا مجموعة من الأكاذيب المتفق عليها وهنا تكمن المأساة.
ما وقع أخيرا على محور نواكشوط – ورقلة أبان بمنتهى الوضوح عن حجم الترهل والجمود في منظومتنا السياسية التي لا تحتكم على شيء مفيد، حتى ولو كان ذراعا إعلامية قوية ومهنية وعلى جانب كبير من الاستقلالية والدهاء.
ولأن الجزائر فوق الجميع دعونا نقول أن التاريخ لا يرحم، ولن يصدقنا أحد إذا قلنا أن عودتنا إلى تزويد إسباتنا بالغاز انطلاقا من الأراضي المغربية باتت وشيكة لأن الخزائن الفارغة لا يمكن لها أن تستأجر يوميا 230 باخرة لشحن الطاقة والبضائع والمآرب الأخرى، في بلد يستورد غذاءه ولباسه وسيوفه ودروعه.
والخلاصة: كفانا عنتريات فارغة، فنحن لا نملك حتى كيلو بطاطا يطفئ نار المسغبة، ولعبة تبادل الأدوار تغيير المواقع باتت واضحة للجميع، وإن غدا لناظره قريب...انتبهوا !.
رئيس التحرير :سمير فضل
.jpg)
.jpg)
ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟
لا توجد تعليقات على هذا الموضوع