بسكرة: حملة تحسيسية ضد عمالة الأطفال

    بادرت جمعية النخبة الثقافية بولاية بسكرة مع نهاية الأسبوع إلى تنظيم حملة توعوية و تحسيسية ضد عمالة الأطفال خلال جائحة كورونا، و ذلك بهدف حماية هذه الفئة الحساسة في المجتمع و توعية التجار و الحرفيين بخطورة هذه الظاهرة المخالفة للقوانين و المهددة للوسط الاجتماعي و الأسرة، و لأبسط حقوق الطفل المتمثلة في التمتع بسنهم بعيدا عن الاستغلال و مشقة العمل .

   هذه الحملة التي نظمت بالتنسيق مع فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني بولاية بسكرة، و مديرية النشاط الاجتماعي، و تحت رعاية والي الولاية، سجلت عدة ملاحظات سلبية منها: وجود عديد الحالات التي يتم فيها استغلال الأطفال في أنشطة تجارية و مهنية مختلفة، و أغلب هؤلاء الأطفال يتراوح سنهم بين 12 و 16 سنة.

   وفي هذا السياق، أكدت السيدة سايح كنزة رئيسة جمعية النخبة أن التوصيات قد أعطيت للمثل مديرية النشاط الاجتماعي من أجل متابعة هكذا حالات، وذلك من خلال اقتراح إنشاء خلية متابعة مكونة من ممثلي المجتمع المدني، و مديرية النشاط الاجتماعي للتضامن مع مثل هذه الحالات التي يتم استغلالها.

    كما تم تنويه مصالح الدرك للمساهمة و المساعدة في تطبيق القوانين ذات الصلة بعمالة الأطفال، و التي قد تصل إلى السجن و العقوبات المالية، وكما سمحت هذه الحملة بالكشف عن تعنت بعض التجار و إصرارهم على هكذا استغلال للبراءة، في تجاهل منهم للقوانين إضافة إلى استخلاص المشرفين و المشاركين في هذه الحملة وجود غياب كلي للوازع الأخلاقي لدى البعض، ممن يتعمد استغلال البراءة من أجل مكاسب اقتصادية دون مراعاة لحقوق الأطفال و هشاشة سنهم.

    و من التوصيات التي خرجت بها هذه الحملة أيضا، ضرورة تكرار هكذا حملات تحسيس و توعية من باب التذكير و المتابعة و ضرورة التعجيل في تنظيم دراسات أكاديمية معمقة تعنى بهذا المشكل و هذه الظاهرة المستفحلة، و تقترح الحلول المناسبة من قبل الخبراء و المختصين، و هذه الحلول يمكن استغلالها في سن قوانين دستورية للتصدي لهذه الظاهرة، هذا فضلا عن توصية أخرى تدعو الى إنشاء مندوبيات محلية للمفوضية الوطنية لحماية الطفولة، هذا فضلا عن مراقبة كل مخل بالقوانين الحامية لحقوق الأطفال، و أيضا نشر الثقافة القانونية لدى المعنيين بالنشاط الاقتصادي حتى يعرفوا ما ينتظرهم من عقوبات ردعية في حال التعنت في استغلال الطفولة فيما يعرف بعمالة الأطفال.

    و في الأخير أكد المشرفون و المشاركون في حملة " لا لعمالة الأطفال " على ضرورة إنشاء خلية جوارية للمتابعة، تضم الفاعلين و الهيئات المعنية للقيام بدور التنسيق و المتابعة و التوجيه، و أيضا التضامن في حماية للطفل من اي استغلال، و على العموم فإن هذه الحملة التي كانت ناجحة بامتياز تنظيما و مشاركة، قد حققت الهدف المنشود في انتظار تجسيد التوصيات التي تم الخروج بها لتكون هناك خارطة طريق تسهم بشكل مباشر على حماية الأطفال من الاستغلال، في انتظار تعميم هذه الخارطة لتشمل جميع التراب الوطني بما أن المشكل مطروح أيضا في عديد المناطق عبر الوطن .

ع. محامدية