النجم السابق لشباب بني ثور "عرباوي العلمي"
حاوره: موسى داميرنة
ولد اللاعب العرباوي محمد العلمي بدولة النيجر في 21/05/1968 ، وهو من أب جزائري وام ليبيبة ،عاش وترعرع في مدينة تمنراست منذ بداية الستينات بعد دخول والده من إفريقيا الذي كان يمارس مهنة التجارة هناك، و الذي إنتهى به المطاف في تمنراست ، متزوج من إمراة تونسية ، أب لخمسة أبناء أربعة أولاد وبنت، خريج معهد التكنولوجية ببن عكنون كأستاذ للتربية البدنية والرياضية في 1991، درس في ثانوية الشيخ امود بتمنراست لمدة 6سنوات، متحصل على شهادات وديبلومات في التدريب متخرج من المعهد العالي لإطارات الشباب والرياضة بورقلة ،وهو الأن إطار في قطاع الشباب والرياضة في تمنراست بعد مسيرة كروية كبيرة صال وجال فيها في مختلف الملاعب الجزائرية عبر الوطن.
جمعنا نحن جريدة الجنوب الكبير لقاء شيق باللاعب الذي سرد لنا مسيرته بكل روح رياضية وسرور.
في البداية نشكركم على حسن الضيافة التي تلقيناها منكم الاستاذ عرباوي ، كيف كانت البدايات الاولى في مسيرتكم الكروية ؟
لاشكر على واجب بادي ذي بدء نرحب بجريدة الجنوب الكبير التي أتاحت لنا الفرصة للتواصل معها لأول مرة من اجل سرد ولو القليل من السيرة الذاتية والكروية التي مررنا بها محليا ووطنيا التي يجهلها الكثير.
فبدايتي الاولى لمداعبة كرة القدم كانت في الأحياء الشعبية الكبرى في منطقة الهقار ،والشوارع سوا كانت ضيقة او واسعة، مثل كل أولاد المنطقة الذين كانوا يمارسون الكرة آنذاك ،وكنا مولعين باللعب في الشارع الذي كنا تعتبره مصدر إلهام لنا خاصة الساحة الجوارية بحي تهقارت التي كانت بالقرب منا دوما ،كانت أرضيتها ترابية محضة ، ساعدتنا كثيرا في صقل مواهبنا إلى درجة ان سميناها في فترة الثمانينات بملعب خيخون تيمنا بملحمة الفريق الوطني 82،وكما قلت فإنها خزان للعديد من المواهب .
ماهي الفرق الأولى الأستاذ عرباوي التي بدأتم معها مشواركم الرياضي؟
ربما استطيع القول بان بداياتي الأولى في الملاعب كانت في موسم 84/83 بقيادة الشيخ البركة محمد حواش، وهو الذي قام بضمي إلى فريق وفاق الري للهقار في الأصناف الصغرى بداية ،ثم تدرجت في الفريق إلى درجة اني في بعض الأحيان كنت العب في صنف الأشبال والعب في الأواسط والأكابر نظرا للموهبة الفزة التي كنت أتمتع بها في ذاك الوقت .
هل كنتم تمارسون رياضات أخرى غير كرة القدم؟
بالفعل سؤال مهم فموازاة باللعب في كرة القدم في هذه الفترة كنت امارس ألعاب القوى في شتى مجالاتها كخوض منافسات المارطون مثلا والنصف مارطون وسباقات السرعة وسباقات الدرجات الهوائية ...إلخ، وهذا راجع لعامل العمر والصغر في السن 17 و18 سنة الذي يهتم كثيرا بالتتويجات والهدايا وروح المنافسة.
بالعودة إلى مسيرتكم الكروية ماهي أهم المحطات الراسخة بأذهانكم ؟
في موسم 87/88 بالتقريب جائتني فرصة للمشاركة في كأس الجمهورية في تمنراست، يتمثل في الصعود للدور 32 بالنسبة لصنف الأواسط والأكابر، وكنت انا في تلك الفترة في صنف الأواسط، وقمنا بتكوين فريق من المع اللاعبين ، أما بالنسبة لفريق قطع الواد قاموا بتشكيل فريق للأكابر قمنا بالمشاركة في كاس الجمهورية بملعب 20اوت ،وخسرنا أمام تيزي وزو (4-2)، وكان تسجيل الهدفين من نصيبي وبالنسبة للأكابر خسروا المبارة أمام فريق من متليلي بضربات الجزاء .
وبعد الرجوع في 89 تزامن مع تكوين فريق الشباب الرياضي لبلدية تمنراست، وكنت صغير السن وقتها ، حيث كانت البداية بالمشاركة في الجهوي الأول لمدة خمس سنوات إلى ست سنوات إلى موسم 93.
في موسم94/95 انتقلت إلى غرداية للانضمام إلى فريق سريع ميزاب في الجهوي الأول وحققت معهم الصعود إلى القسم الوطني الثاني في نفس العام الذي إنضممت فيه إلى الفريق علاوة على ذلك ، واصلت معهم موسم أخر إلى ان جاءني نداء الخدمة الوطنية، وفي ذلك الوقت أمضيت إجازة مع فريق إتحاد البليدة في القسم الوطني الثاني وحققت معه الصعود للقسم الوطني الأول .
رجعت إلى سريع ميزاب في موسم 97/98 حيث تبقت 6 أشهر من مدة الخدمة الوطنية، في القسم الوطني الثاني وحققنا المرتبة السادسة في تلك الفترة ،مباشرة بعدها إنتقلت الى ترجي مستغانم في 98/99 في القسم الوطني الاول، وفي نفس الموسم إنتقلت على سبيل الإعارة إلى فريق جمعية بورج بوعريريج في القسم الوطني الاول .
كيف كان الإنضمام إلى فريق بني ثور بورقلة؟
لما أنهيت الموسم مع فريق بورج بوعريرج أستدعيت من طرف رئيس فريق بني ثور (زرقون رحمون)، حيث قام هذا الاخيربجمع مختلف أبناء الجنوب من غرداية ومن الواد ومن تمنراست ومن ورقلة ...إلخ الذين كانت لديهم الخبرة في ميادين الكرة ولديهم تجارب إحترافية عديدة من اجل تكوين فريق متين وقوي.
كيف استطعتم تحقيق الإنجاز الكبير المتمثل في التتويج بكاس الجمهورية سنة 2000؟
كما سبق وان ذكرت بان إختيار الفريق لم ياتي بمحض الصدفة وإنما مكون من خيرة أبناء الجنوب الذين ينشطون في مختلف النوادي الوطنية ،ولديهم خبرة ساعدت في تحقيق الحلم في الفاتح من نوفمبر سنة 2000 ،الذي كان يتمناه اي لاعب جزائري ألا وهو إعتناق السيدة الكأس خاصة عندما تغلبنا على فريق مولودية وهران في النصف النهائي، زادت معه آمالنا وطموحنا بالظفر بالكأس نظير ماقدمناه من جهود في ذلك وهذه العوامل كلها ساهمت بشكل كبير في نيل اللقب.
عند الحديث عن التتويج بالكاس كيف كان شعوركم بصناعة الهدف في المبارة؟
في حقيقة الأمر هو شعور رائع بان تكون مساهم بشكل كبير في الإنجاز ،من حيث تمرير الكرة لأحد زملائك الذي هو بدوره يقوم بتسجيل الهدف إنما تنمو عن العمل الجماعي الذي كنا نتسم به خاصة وقتها كنت مصاب في الراس وكنت في لحظة ما ربما لاستطيع إكمال المبارة نظرا للإصابة التي تعرضت لها ،فالكثير لايعلم بان لحظة الإصابة الطبيب طلب من المدرب بعدم إكمالي المبارة إلا ان المدرب اصر عليه بضرورة إكمال المبارة لإيمانه بالإمكانيات التي اتمتع بها وعلى قدرتي في صنع الفارق .
بعد تتويجكم هل كانت النهاية بالنسبة لمسيرتكم الكروية؟
لا ليست النهاية بعد التتويج وفي سنة 2001/2002 إنتقلت إلى إتحاد الشاوية في القسم الوطني الثاني وبعدها إلى شبيبة عزابة في الشرق وفي سنة 2003/2004 رجعت للجهوي الاول مع فريق الرويسات بورقلة والذي حققت معهم التتويج والصعود إلى القسم الوطني الثاني وواصلت معهم لموسم اخر 2004/2005 .
وفي 2005/2006 كانت لدي تجربة تدريب كمساعد مدرب في فريق الامل الرياضي لفريق ورقلة ولاعب ورئيس نادي في نفس الوقت التي تعتبر احدى
المفارقات الغريبة وبعدها إنتقلت إلى فريق النادي الرياضي لبلدية تقرت حيث ضيعنا معهم فرصة الصعود إلى القسم الوطني الثاني.
وفي موسم 2006/2007عدت إلى الإتحاد الرياضي لبلدية ورقلة الذي لعبت له موسم وبعد ذلك كانت العودة إلى تمنراست بإنضمامي إلى فريق نادي وفاق الري للهقار.
الاستاذ عرباوي هل خضتم تجربة تدريب ؟
نعم كانت لي تجربة تدريب مع فريق الهلال الرياضي امشوان بتمنراست في موسم 2009/2010وفي سنة 2012تحولت إلى فريق صورو الساحلي الذي إستمريت معه لمدة سبع سنوات التي هي صراحة حققنا فيها إنجازات وطفرة كروية في كرة القدم في المنطقة في الجنوب الشرقي بصفة عامة وتمنراست على وجه الخصوص بحيث اصبح الفريق يحسب له الف حساب خاصة من حيث منظومة اللعب والإنضباط التكتيكي .
العديد من المنتقدين في تمنراست يقولون بان طريقتك في التدريب معقدة نوعا ما كيف تفسر ذلك؟
لا ليس صحيح بل بالعكس انا في طريقة تعاملي في التدريب أحب الانضباط والانتظام في التدريب ولااحب التدخل في طريقة عملي وهذا مايفسر نجاحي مع العديد من الفرق ، مثلا مع الفريق الساحلي لصورو، وهو موقف اتخذه مع كل الفرق التي دربتها خلاف الكثير من المدربين، ولذلك تجد كثير من الأبواق تنتقد طريقتي في التدريب، ولا تحب منهج الصرامة في العمل وخذها ربما في اغلب أنحاء الوطن دائما ما تجد مبدءا الصرامة منبوذ عند البعض.
بالنسبة للبطولة الصيفية الجوارية للاحياء في تمنراست كيف جأتكم الفكرة ؟
حقيقة جأت الفكرة من منطلق اني عندما كنت انشط مع العديد من النوادي خارج الولاية كنا دائما مانجد فترة الصيف تمر مرور الكرام وعند رجوعي لولاية تمنراست في تلك الفترة من الصيف التي تمثل الراحة بالنسبة لي قلت لما لانقوم بتنظيم دورات كروية الهدف منها ملاء الفراغ بالنسبة للعديد من الشباب ،وكذلك إكتشاف العديد من المواهب ،تمثل فرجة بالنسبة لسكان المنطقة.
إستمرت هذه البطولة الجوارية بين الأحياء إلى ان اصبحت تكتسي صبغة دولية كيف ذلك؟
نعم البطولة أصبح لها صدى واسع في منطقة تمنراست واصبحت منتظرة في كل صيف وبشغف ،خاصة الفرجة التي كانت تضمنها للمتفرجين في أغلب الاحيان ،ففي موسم 2010و2011 اعطينا البطولة طابع دولي، وذلك بضم فريقين من قنصلية النيجر والمالي في بداية الامر مع بقية الأفرقة من الاحياء،وبعدها بموسمين زاد عدد الافرقة الإفريقية إلى ان أصبح 11 دولة إفريقية، وذلك بمراسلتنا لسفارتها ،والذي كان الرد بالموافقة ،وأصبحت البطولة تكتسي طابع رسمي أكثر ،والهدف من هذا كله تعزيز أواصر الصداقة بين البلدان المجاورة ،لان ما تصنعه الكرة امر خارق فهي تقرب المسافات وتوطد العلاقات.
نتطرق الأستاذ الان إلى وضعية كرة القدم في تمنراست كيف تنظرون إليها؟ وكذلك الأفاق المنتظرة ؟
بالنسبة لرأي الشخصي الذي لا الزم به احد فإن من اجل النهوض بقطاع الرياضة بشكل عام في تمنراست ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص لا يأتي إلا بالتخلص من الذهنيات الضيقة لبعض المسيرين سامحهم الله، التي لا تخدم إلا المصالح الشخصية ،ويجب نبز الفرقة التي لا تمت بصلة عن الرياضة ، ويجب التركيز على مصلحة الولاية قبل كل شيء وقتها نستطيع النهوض والتطور.
نبقى دائما في الشان الكروي الاستاذ عرباوي ،ماهو رأيكم في المنتخب الوطني الجزائري الحالي؟
في حقيقة الامر راي رأي كل مواطن جزائري يحب الألوان الوطنية ويفتخر بإنجازاته ،انا كان لي الشرف ان اكون شاهد على تتويج الفريق الوطني في 90 عندما كنت في الجزائر العاصمة وكنت حاضر في جميع مباريات المنتخب في ملعب 05 جويلية ،وفي 2019كان لي الشرف أيضا ان احضر مباريات المنتخب الوطني في مصر ،وهذا بفضل تسخير الجيش الوطني الشعبي والدولة الجزائرية للطائرة التي أقلتنا من تمنراست إلى مصر بحيث كانت الفرحة لاتوصف بتحقيق النجمة الثانية في مسيرة المنتخب بقيادة جمال بلماضي الذي اعطى لمسة قوية في المنتخب خاصة جانب الصرامة الذي افتقدناه كثيرا.
نصيحة تقدم الأستاذ عرباوي للشباب والافاق التي ترونها؟
نصيحتي للشباب هي العمل ثم العمل لانه لاشىء يأتي من محض الصدفة وإنما عصارة السنوات والمثابرة التي تصنع الفارق في مسيرة اي لاعب ،فالمواهب في المنطقة وفي جنوبنا الكبير على وجه التحديد كثيرة، فقط الجانب الإعلامي مغيب نوعا ما، خلاف منطقة الشمال ،ولذلك العديد منها تذهب في مهب الريح لأنها لاتحد السند في إبرازها للعيان ولذلك ادعو من منبركم هذا بضرورة إنشاء قناة رياضية خاصة بالجنوب من أجل كشف المواهب.
الحوار معكم شيق الأستاذ عرباوي ،كلمة اخيرة تود قولها لكم الحرية في ذلك؟
نشكركم مرة ثانية جريدة الجنوب الكبير التي أتاحت لنا الفرصة ،ونتمنى لها التوفيق في مسيرتها خاصة وانها تعنى بمنطقة الجنوب ،والتي تعتبر مرآة حقيقية للواقع المعاش في المنطقة وشكرا.
لا توجد تعليقات على هذا الموضوع