أخبار هامة
مدير الثّقافة والفنون السيد بحيدي حسان: فتحنا سجلا خاصا بالشّكاوي على مستوانا ،ورفعنا التّحدي لمعالجتها
الأحد 24 أكتوبر 2021
آخر تحديث : الأحد 24 أكتوبر 2021
موقع الجنوب الكبير
مع تولّيه لمنصب مدير مديرية الثّقافة والفنون بإيليزي، لامست اشعّة الشمس هذا القطاع الذي عاش في الظلّ طويلا...رفع التّحدّي بخصوص كل ما كان مستحيلا قبل مجيئه ، اين كانت بادرة الخير الاولى لفنّاني الولاية افتتاحه لمكتب ولائي خاص بالدّيوان الوطني لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة وهو انجاز نستطيع ان نعظّمه في ظل ظروف فيها ما يّقال.
استطاع بعد تواجده بفترة قصيرة ان يزرع بذرة امل في مواهب تأخّرت شمس الحياة عنها طويلا ،اين فتح مكتبه للوافدين من فنّانين وكتّابا متبنّيا آراءهم بكل رحابة صدر.
هو السّيد بحيدي حسان الذي سبقه صيته قبل حلوله على الولاية كونه شغل منصب مدير المكتبة الرّئيسية بأدرار ثم مدير الثّقافة بذات الولاية اين قدّم الكثير.
في هذا الحوار استضفناه لكم ضيف هذا الأسبوع يحدّثنا عن تحدّياته ،عن آماله وعن كلّ مايخص قطاع الثقافة بإايليزي.
انتقلت مؤخّرا من ولاية ادرار الى ولاية ايليزي لتشغل منصب مدير مديرية الثقافة ،كيف وجدت المشهد الثقافي في ايليزي؟
بعد بسم الله الرحمن الرّحيم والصّلاة والسلام على اشرف المرسلين،بداية هذا الحوار اودّ ان اتوجّه بالشكر الجزيل الى شخصك الكريم والى صحيفة الجنوب الكبير التي اتاحت هذه الفسحة الاعلامية للقطاع الثّقافي بالمنطقة.
شغلت هذا المنصب كمدير لدار الثّقافة بايليزي في فترة حرجة فرضتنا جائحة كورونا ،فلم يختلف المشهد الثقافي بهذه الولاية عن باقي الولايات .
اذ شهد ركودا ولكن على مستوى القاعات فقط امّا النشاطات فقد ظلت متواصلة على مستوى البرامج الافتراضية.
وبعد الانفراج ولله الحمد فتحت الفضاءات وعادت الى نشاطها المعهود مع احترام البروتوكول الصحي.
وفي هذا الصّدد لا يفوتنا ان نشير الى العديد من الهياكل الثّقافية التي تقوم مؤخّرا بإحتضان كل الفعاليات الثقافية سواء على مستوى دار الثقافة ،او المكتبة الرّئيسية وصولا الى الفرع العلمي للديوان الوطني للحظيرة الثقافية الطاسيلي ناجرز الذي يهتم بالجانب التراثي والأثري للولاية.
نودّع مناسبة المولد النّبوي الشريف ونستقبل مناسبة انطلاق الثورة التحريرية، مذا قدّمتم ومذا اعددتم في اطار احياء المناسبات الدينية والثقافية؟
بمناسبة المولد النبوي الشريف،قام القطاع باعداد برنامج ثري ومتنوع يتماشى مع التظاهرة من جهة ومع خصوصية المنطقة وتراثها المتنوع من جهة اخرى.
كانت هناك العديد من المحاضرات على مستوى المكتبة الرئيسية ودار الثقافة ،كما كان للمركز النفسي البيداغوجي نصيب وهذا من خلال ورشات وبهلوان وقصص وزّعت على المتمدرسين هناك.
كما حرصنا على احياء ليلته بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية إيليزي ،بالاضافة الى سهرات فولكلورية على مستوى الساحة المقابلة لدار الثقافة.
هذا ونظّمنا الأيام الولائية للإنشاد والتي انطلقت من 21 والى غاية 23 من الشهر الجاري في طبعتها العاشرة ،هذه التظاهرة التي يشارك فيها نجوم من عالم الانشاد امثال " زكرياء معمري " من ولاية ورقلة اضافة الى استاذ الموسيقى" محمد بوخني" وهو خريج معهد الموسيقى بالجزائر العاصمة ،كما ستحضر فرق من خارج الولاية كتقرت،عين اميناس و جانت.
اما بالنسبة للفاتح نوفمبر ،فلا يمكن ان تمر المناسبة مرور الكرام كونها مناسبة مقدّسة في نفس كل جزائري حر.
فالبرنامج سيكون احتفائيا واحتفاليا من خلال مجموعة معارض منها معرض الكتب التاريخية ،معرض للصناعات التقليدية،معرض المرأة المنتجةعلى مستوى دار الثقافة ابتداء من الفاتح نوفمبر وصولا للخامس منه.
هذا وسيتم اطلاق البوابة الإلكترونية للتراث الثقافي بولاية ايليزي علاوة على ذلك سيتم حفل اصدار كتاب للكاتبة سلافة العنقاء وهي دعوة للجميع لهذا الحدث المميّز.
كما سنفتتح الايام المحلية للإيموهاغ من 29الى غاية31 من الشهر الحالي.
بالإضافة الى عرض مسرحي للمخرج عبد الوهاب تماهاشت تحت عنوان معاليم
سيعرض يوم 31 ويوم اول نوفمبر.
الى جانب عروض موجهة للاطفال في برج عمر ادريس وعين اميناس ،هذا دون ان نغفل بقية المؤسسات الثقافية الاخرى التي تمتلك برامجا خاصة بها.
هذا البرامج المتنوّع اردنا من خلاله إيصال رسالة مفادها ان الثقافة ليست فولكلور فحسب بل ان الثقافة انشاد،الثقافة شعر،الثقافة رسم وهذا ما سنواصل ترسيخه من خلال قافلة كتب متنقلة للمناطق النائية ،اضافة الى ورشات رسم وبهلوان ، هذا وسنعمد الى توزيع كمّامات للمدارس هناك تحت شعار "لكل تلميذ كمّامة".
بما انّك تحدّثت عن انواع النشاطات الثّقافية فقد احلتنا الى سؤال مهم وهو بما ان المسرح اب الفنون ،مذا يمكن ان يقدّم لنا قطاع الثقافة بايليزي في هذا الميدان خصوصا في ظل محاولة الوزارة الوصية الرقي به ؟
من اجل انعاش هذا النوع الثقافي الأصيل في هذا المجتمع ،قمنا بالتنسيق مع أسود الخشبة للمسرح بتقديم مشروع دورة تكوينية على مستوى الوزارة اين تحصّلت على الموافقة.
من خلال هذه الدورة سنقوم بإعداد نص مسرحي حول الثورة التحريرية بالمنطقة والذي سيكون محليا بإمتياز بداية من كاتب النص وصولا للإخراج،ودار الثقافة مفتوحة للجميع من اجل المشاركة.
بخصوص المسرح سابقا فقد شهد ركودا كبيرا في إيليزي،ففي السنة الماضية قام المسرح الوطني بإعداد دورات لفائدة ولايات الجنوب اين كان لنا شرف الاشراف على احداها بولاية ادرار بحضور المدير العام للمسرح الوطني لكن لم يلتحق اي واحد من ايليزي رغم ان التسجيل كان على مستوى الموقع الرسمي للمسرح الوطني.
عدا هذه الولاية كانت هناك مشاركة فعالة للكثير من رواد المسرح بالجنوب ذكورا واناثا والحمد لله ، و في آخر هذه الدورة الولايات قدموا عرضا مسرحيا بامتياز على ان تكون لهم ورشات اخرى على مستوى المسرح الوطني مستقبلا.
الثقافة في بدايتها ونهايتها هي مشروع مجتمع ،فطفل اليوم هو رجل الغد ،مذا خصص قطاع الثقافة للطفولة في ايليزي؟
الأكيد انه على مستوى قطاع الثقافة نبني الأجيال القادمة بطفل اليوم وهذا من خلال فتح فضاءات و ورشات من رسم ومسرح وحتى الإمزاد والرقص الفولكلوري.
اضافة الى فضاء الطفل الخاص على مستوى المكتبة الرّئيسية ،وهنا نتوجّه بالشكر الى مدير المكتبة الذي قام بمبادرة الاقدام على جلب مختصة في علم النفس والتي تقوم بتسطير برامج على مستوى هذا الفضاء حتى في حالة الكوفيد كانت تقدم نشاطاتها عن طريق الصفحة الرسمية.
كما حرصنا على مجّانية الانخراط في المكتبة الرّئيسية ،كما نسعى مستقبلا الى توضيف التكنولوجيا الحديثة على مستواها لنمنح بطاقة انخراط لكل تلميذ .
وحتى لو لم يأت إلينا للإنخراط سنقوم بزيارة المؤسسات التربوية المختلفة كمؤسسة ثقافية بمختلف اجهزتنا من اجل منح هذه البطاقة تشجيعا على ثقافة القراءة واعادة قيمة الكتاب في المجتمع.
وعلى ذكر القراءة فقد سطّرنا مشروعا يخصّ مكتبة الشارع، مكتبة الحلّاق،مكتبة المقاهي لتحقيق تغذية فكرية ، وقد وجدنا الدعم الكافي للقيام بمرحلة تجريبية قريبا ماقبل التعميم.
كصحيفة الجنوب الكبير كنّا قد خصصنا صفحة للمواهب المدفونة والتي نقلت عبرنا شكاويها من ركود القطاع كما سبق لكم واطّلعتم ، ،مذا تخططون بشأن هؤلاء الفئة والتي لم تلق الدّعم الكافي الى الآن ؟
سبق و اشرت انّه كان مجرّد غلق مؤقّت بسبب الظروف الصحية وليس ركودا ،نحن كمديرية الثّقافة قد فتحنا لهؤلاء الشّباب سجلا خاصا بالشّكاوي من اجل معالجتها.
وما عليهم سوى التّقرب من دار الثقافة من اجل تسجيل انفسهم ، كون الفضاءات قد فتحت بورشات مختلفة للكبار والصغار في كل انواع الفنون من موسيقى ومسرح ورسم وانشاد وغيرها.
ونحن مستعدّون لبرمجتهم داخل الولاية وحتّى خارجها في كلّ التظاهرات ،كما انّني بصفة شخصية افتح ابوابي لاستقبالهم وتبنّي افكارهم كمشاريع ثقافية.
اوّلا نبارك لكم فتح مكتب للدّيوان الوطني لحقوق المؤلّف بالاضافة الى افتتاح ورشات دعم جديدة في اغلب الفنون ،ماهي التحديات التي ترفعها بشأن الولاية؟
اوّلا كان هناك اشكالية الديوان الوطني لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة ونظرا لبعد المسافة وبالتّالي يتطلّب التنقّل الجهد والمال ، وبالتّالي فقد اقترحنا على السيد والي الولاية هذا المسعى ، فبادر شخصه الكريم الى مراسلة السيدة الوزيرة ، اين حقّقنا رهاننا الاوّل بفتح هذا المكتب على مستوى ولاية ايليزي والذي يتيح للفنّان بصفة عاملة توثيق اعماله دون تنقل ولله الحمد.
نسعى حاليا الى تحقيق رهاننا الثاني وهو فتح فرع للديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية وحمايتها وكذا فرع يهتم بعلم الآثار في اطار سعينا الى ابراز والحفاظ على كل تراث هذا المجتمع سواء ماديا او غير مادي.
كما سننظّم ايّاما ثقافية لكل الفنون سواء للشعر او الكتابة او الرسم مع استضافة قامات ثقافية لها مكانة داخل المجتمع.
وقبل نهاية السنة سوف يكون للكتّاب نصيب من خلال تنصيب مكتب بيت الشعرالجزائري والذي يتراسه حاليا الاستاذ سليمان جوّادي.
اضافة الى برامج ونشاطات عبر كل تراب ولاية من مناطق نائية ، فنحن نسعى ان نفعّل نشاطات ثقافية في كل منطقة تابعة في ابعد نقطة تنتمي لتراب ولايتنا.
من خلال جائحة الكورونا رأينا الكثير من النشاطات عن طريق الويب ،هل تعاملتم مع الموضوع كحل مؤقت او هو نوع من التخليد الثقافي في ظل انتشار الرقمنة؟
لايمكن ان نعتبره حلا مؤقت ، فان الصيغة الافتراضية اتاحت لكل ساكنة الولاية مهما كان موقعهم تتبّع النّشاطات الثقافية سواء صالونات او عروض وحتى الاطّلاع على المسابقات والمشاركة بها .
وبالتّالي فإنّ تزامن ماهو حقيقي مع ماهو افتراضي تحقّق نجاح وانتشار اكبر لنشاطات القطاع.
اصبحنا نتكلم عن الثورة الصناعية الرابعة اين نعتبر كل القطاعات مثمرة ،كيف يمكن لقطاع الثقافة ان يحقق الثروة؟
الاقتصاد الثقافي او مساهمة قطاع الثقافة في التنمية هو اتّجاه تبنيناه في خططنا الستقبلية من اجل انعاش اقتصاد الولاية ابرزها افتتاح صالون المرأة المنتجة.
هذا الصالون ستكون فيه المرأة الكاتبة،المرأة الفلاحة وغيرها ، سيتم تحويله الى سوق بنفس الطريقة ونفس التنظيم.
للإشارة سيكون لنا ملتقى وطني في الشهر القادم بالتنسيق مع المركز الجامعي الشيخ آمود حول الاقتصاد الثّقافي اين سنرتقي به اكثر.
استاذ ، برأيك الى مذا يحتاج قطاع الثقافة في ايليزي ليصل الى المستوى الأمثل؟
نحتاج الى تكاثف كل جهود المجتمع ،فأقول واكرّر نشاطنا وحده مهما تكثّف لن يكفي ، والهياكل الثقافية بدون منخرطين ومشاركين طموحين تبقى مجرّد جسد بلا روح.
لذلك نحتاج الى مبادرة الفنّان وتقدّم الموهوب لابراز ذاته وولايته وكذا جهود الاعلام.
ويجب ان نتعلّم زنعلّم ان الثّقافة ليست مجرّد مقابل مادي بل هي امانة السّابقين فينا ،امانة ان نظرنا لها بإهمال اضعناها واضعنا تاريخنا وحاضرنا وستقبلنا.
كلمة اخيرة تود قولها
اتقدّم بالشكر الجزيل لشخصك الكريم كصحفية مهتمّة بالشأن الثقافي للولاية والى صحيفة الجنوب الكبير طبعا.
كما هي فرصة اغتنما لدعوة الشّباب والمواهب للالتحاق بالمؤسسات الثقافية قصد تسجيل انفسهم وابراز مواهبهم.
كما ادعو الكتّاب الى التقدم من اجل المشاركة في مسابقة الكتابة والتي ستكلّل بالطبع المجاني لأعمالهم،واشير ان المكتبة الرّئيسة مفتوحة لهم.
ومن هنا من مكاني هذا نحتاجكم الى جانبنا للرّقي بقطاع الثّقافة فحلمكم ابراز شمس ابداعكم ،وحلمنا انتم.
ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟
لا توجد تعليقات على هذا الموضوع