أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

المخرد عبد الوهاب تمهاشت:لايحتاج المسرح الى دمى بل الى فنّان يحمل جرح الأمّة فيه

الأحد 07 نوفمبر 2021
آخر تحديث : الأحد 07 نوفمبر 2021 موقع الجنوب الكبير  

حاورته داحي سمراء
 
لا غرابة ان ينفلت كالضّوء الهارب ،كالصّدى يجسّد بنصّه المسرحي حكاية من نور حول الثورة،حول الحرية وحول الكفاح في مسرحيته "معالم" ...
لاغرابة ان يتنقّل بين هذا وذاك يشهق ابداع الكتابة ويزفر ملحمة الاخراج ، يضفي لمساته النقدية على هذا المشهد هنا وهناك..ولا غرابة حين يبكينا ان لبس دور الطّيب ويغضبنا ان التحف دور الشرّير.
من زحمة انشغالاته بمداومة التدريب والمتابعة اليقظة لسيرورة الحركة المسرحية والحضور المكثف للفعاليات التي احتضنتها ولاية ايليزي..سرقنا المخرج المسرحي "عبد الوهاب تمهاشت" ليعيش بين سطور صحيفة الجنوب الكبير كما عشنا بين سطوره ، طمعا في انتزاع بعض الومضات من وهج الفكر والإبداع؛ سواء منها تلك التي اتخذت لها مرفأ في أرخبيل الذاكرة أم تلك التي تصدح برؤى الفن حاضرا ومستقبلا... 
ولقد كان الرجل سخيا بوقته، دون أن ينأى عن هواء الخشبة الذي يتنفسه، ليمدنا بهذه السطور التي تؤرخ عمر اللقاء ...
 
 
كلمة تختصر فيها  للقارئ سيرة المؤلّف و المخرج المسرحي ؟
بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
معكم الفنان "عبد الوهاب تمهاشت " ممثّل وكاتب ومخرج مسرحي من ولاية العلمة مؤسس اكبر تعاونية ثقافية  في ذات المجال الفنّي ، المعروفة بـ" افكار و فنون " .
صدرت لي مجموعة قصصية تحت عنوان "بقايا رجل "  بالاضافة الى اصداري الثّاني كتاب "امرأة نائمة".
قدّمت العديد من العروض المسرحية المختلفة والتي كنت فيها الكاتب ،المخرج وممثلا مع الفرقة  وهذا سنتطرق له بقية الحوار بكل تأكيد. 
كيف عرف المسرح طريقه إليك؟
كل انسان في طفولته يكون في طريقه لبحث عن شيء مفقود يستطيع ان يجسّد من خلاله مشاعره و احاسيسة ،جرّبت الرسم بداية ولكنّ ضربات ريشتي لم توفّق الى حد بعيد .
فبحثت بداخلي عن شيء مختلف حتّى وجدت ضالتي في القراءة اين التهمت الكثير من الكتب في سن مبكّرة ساهمت في تكوين ملكة لغوية ممتازة في رصيدي ، جعلت مني كاتب قصص قصيرة مميّز ، شاركت بها في مختلف الجرائد الوطنية ،كما فزت بالمرتبة الأولى في مسابقة احسن قصة مناصفة مع الروائي القدير "عبد الوهاب بالمنصور" .
فيما بعد اتّجهت لتجسيد قصصي متحرّكة امامي ،ومن لي غير المسرح يحقّق لي ذلك حتّى بتّ مخرجا كاتبا وممثّلا.
وعن اختياري لأب الفنون فقد وجدت فيه التعبير عن ذاتي وذات الآخرين ،حاملا على عاتقي قضايا كل من حولي.
أسست فرقا ورسخت فيها معالم رؤية إخراجية خاصة ، قراءة سريعة في الإنجاز؟
رؤيتي الاخراجية تبقى دائما هي المواكبة و المتابعة لقضايا المجتمع وتغيّراته ،الحمد لله درّبت الكثير من الفرق والتي استقلت حاليا في ولايتي العلمة و سطيف ولا زال اسمي راسخا فيها.
كما اسّست تعاونية افكار وفنون بولاية العلمة كما سبق وذكرت  و اقولها بفخر انّها اكبر تعاونية في الجزائر من حيث الانتاج و الابداع ،اذ نصدر كل سنه عملين جديدين واحد موجّه  للأطفال و الآخر للكبار.
بالاضافة الى عمل كوميدي ذو رسالة هادفة كل شهر رمضان الفضيل نحيي به سهرات فنية في اماكن مختلفة.
كما نمتلك ثلاثة اعمال مصوّرة تلفزيونيا وهي "معالم" والتي جسدناها لكم هنا في ايليزي ،بالاضافة الى مطر الذاكرة ،واعترافات اسكرام والتي كتبها الوزير السابق للثّقافة السيد  "عز الدين ميهوبي ".
ما الذي دفعك إلى كتابة النص المسرحي ؟ هل هو إحساسك بوجود موهبة المؤلف الكامن في داخلك ؟ او ربما حاجتك إلى أفكار أوشخصيات لم تتمكن من العثور عليها في نصوص الآخرين؟
اكتب لأنّني اشعر بتلك المسؤولية التي احملها ،مسؤولية قول الحقيقة وتشخيص داء المجتمع لأصف له الدواء.
و موهبة المؤلّف التي بداخلي قد استجابت لي لمواكبة تطورات المجتمع وقضاياه ،فالنّصوص المسرحية القديمة تبقى جامدة مقارنة بما يحصل على ارض الواقع.
وللعلم لست من النّوع الذي يعود الى نص سابق ويعيد اخراجه ،فبالنسبة لي ان تجعل المشاهد يعيش حاضره من خلالك هو الهدف.
ما الذي يغريك في تجربة الإخراج؟ وما طبيعة الإخراج الذي يشد اهتمامك؟
ما يشدني باعتباري مخرجا هو التحدي في تجسيد الكلمات والخيال متحرّكة امام عيناي تمشي على قدمين كما اردتها ان تكون و ما اشعر به في مشاهد متحرّكة توصل رسالتي.
يطيب لي ان اكون مخرجا كاتبا لأنّ الكتابة هي اخراج اعمق ،اذ تجسّد احداثا وشخصيات لم تكن موجودة في خيالك ،تصف لها الزمان والمكان ،لذلك يقال ان كتابة السيناريو هي الاخراج الأوّل.
وما يبقى لي بعد نهاية النص هو تجسيد مخيّلتي على المسرح كما تصورتها في خيالي وهذا هو العشق.
مشاركتك في ولاية ايليزي بمسرحيّتك الملحمية معالم والتي لقيت استحسان الجمهور،كيف تقيّم هذه المشاركة ؟
بداية اشير الى انّها اول زيارة لي لولاية ايليزي حيث اكتشفنا " الانسان _ الانسان" من اناس صحراوين طيبين كريمو الأخلاق و الضيافة ،فأشكر السيد مدير الثقافة الذي دعاني وكذا كل من سهر على نجاح مسرحية معالم وبقية العروض التي وجهتها للأطفال.
كانت تجربة جد رائعة ،وجدت كل الدعم والتجهيزات والجمهور الغفير الذي استقبلنا بود لنقدّم عديد العروض.
على ان نتمنّى تكرارها مستقبلا.
استاذ تناقشت مع الفاعلين في قطاع الثّقافة بولاية ايليزي واقع وآفاق المسرح ،هل يمكن أن نتحدث عن ازدهار أم عن انكسار؟
والله حسب المعطيات والمشاريع التي سطّرها السيد مدير الثقافة في مجال المسرح من ورشات ودورات تكوينية ،فأنا على يقين تام ان ولاية ايليزي امام قفزة نوعية نحو الأفضل ،وما دعوته لنا الّا دليل على الخطوة الاولى لانعاش خشبة اب الفنون في الولاية.
لكن تبقى المسؤولية مسؤولية الجميع من اجل مساندته في ذلك ،فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال.
ما منظورك لثنائية الهواية – الاحتراف؟
أنا لا أفصل بينهما ،لم ادرس المسرح ولكنّني مارسته لسنين طويلة ورغم ذلك فإني أظل هاويا ، اذ لا حاجة  لفصلنا بين الهاوي والمحترف لنهمش هذا ونقضي على ذاك.
 ولكن الهاوي والمحترف شيئان لا ينفصلان ، فكل محترف بداخله هاو مجنون بفنّه وكل هاو فهو محترف بأداءه وليس تخصّصه، وإلا فلن يتحقق التواصل.
الحركة المسرحية والمهرجانات: أي حصيلة؟
المهرجانات في وطنا تبقى بدون فاعلية حقيقية خاصة تلك التي تخصّص لها لجنة تحكيم ،وهنا استذكر القول التونسي المعروف "اذا اردت ان تعدم عملا ،خصص له لجنة تحكيم"
في بلادنا نحتاج حقّا الى ان نعيد صياغة السؤال "مذا نريد من الثّقافة عامة ومذا نريد من المسرح والدراما خاصة؟"
لأنا بحاجة ان ندرك ان الثقافة ليست مهرجانات وعروض ثقافية تنتهي بجائزة وكفى بل هي رسالة يجب ان ندرك عمقها ،وبتحفظ اقول يجب ان نعزل الثقافة عن السياسة.
العرض المسرحي بين غياب الحس الدرامي وانزلاق الدمى المتحركة: ما تعليقك؟
للأسف يمرّ المسرح بحالة  جد حرجة حيث بات يغيب الحس الدرامي في النص وتجسيده غالبا ، والأسوأ من ذلك أن مجموعة من المواهب الموجودة فوق الخشبة تحبط وتموت و تقبر، لأنها موجودة في لحظة بين أيدي أشخاص لا يريدون لها حب المسرح ولا التشبع بمبادئه ، وإنما يحركونها كما يشاؤون عبر نصوص كوميدية بحتة لا رسالة فيها.
إن ثروتنا في المسرح ليست هي المادة ، بل الطاقات البشرية والمادة الخام المطلوبة في المسرح هي الرّسالة والتركيز على  قضايانا ، فالوطن بما فيه يحتاج الينا نحن صنّاع المسرح لنصف الدّاء و الدواء ونقول بحكمة ما لم يقله الآخرون.
 فعلا بات المسرح بمثابة انزلاق دمى تجسد النص المكتوب الذي كان يجب ان يكون نصا اعمقا بعمق الجرح الذي نعانيه في امّتنا ،وسيستمر ذلك حتى نعيد صياغة هدف الفن.
تجربتك النقدية للظاهرة المسرحية والتي بامكانها تقديم البديل ،هل وصل صوتك للآخر؟
لم يصل ولن يصل ،لأننا وببساطة اذا خرجنا عن السرب اعدمنا .
ماهي خارطة طريقك المستقبلية من مشاريع ؟
لا اخف عنك سرّا ،منذ بداية طريقي كان حلمي العالمية وها انا اسعى اليها من خلال مباشرتي في التخطيط لعمل صامت يستطيع ان يخاطب كل شخص في هذا العالم.
كلمة اخيرة لمن توجّهها؟
اشكر قطاع الثّقافة لولاية ايليزي الذي اتاح لنا فرصة شرف زيارة هذه الولاية الجنوبية وتقديم عرضنا فيها ، كما اشكر الجمهور الرائع الذي تفاعل معنا و احسّ بعمق جرح بلاده.
كما اتقدّم بشكري لك ولصحيفة الجنوب الكبير ،الى ان نلتقي.
   

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟