أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

امينوكال نازجر..صوت الحكمة الذي تردد الصحراء صداه

الإثنين 04 أكتوبر 2021
آخر تحديث : الأربعاء 25 جانفي 2023 موقع الجنوب الكبير  

 
    الحاج ابراهيم غومة ..انتقلت الى رحمة الله بعد 93 سنة من العطاء ، ونحن ننبش في ما تبقى من الذاكرة لصياغة هذه الورقة التي مهما استحضرت لن تفي حياة حبلى بحب الوطن، ممتلئة بمواقف استثنائية في  هذه المنطقة الاستثنائية ،حيث جسّدت  مواقفك النّبيلة حلما في جنوب يسع الجميع.
     هو أمين عقال وأعيان توارڤ ازجر المشبع بطاقة نضالية قل نظيرها ، طاقة ظل يختزنها في وجدانه طيلة حياته ومساره النضالي الحافل بنشر الامن والاستقرار في نازجر بل تعدّاها لما وراء الحدود . 
 ولد عام 1929 بإيليزي ،و قد انخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني سنة 1960 ويعتبر من الذين أدوا دورا محوريا في تفعيل الحركة الثورية عبر المناطق الحدودية الجزائرية-الليبية, إذ واصل نضاله الثوري دون انقطاع إلى غاية الإستقلال في 5 يوليو 1962, حسب ما أفادت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق بالولاية.
     ايضا هو اول رئيس لبلدية ايليزي ،وعضو في مجلس الامة لاكثر من عهدة ،اذ تدين له بالولاء قبائل التوارق على مجموع تراب الولاية وشريطها الحدودي الشاسع من النيجر الى ليبيا.
كما شغل المجاهد الراحل عدة مناصب على مستوى المجالس المحلية المنتخبة وعضوا لمجلس الأمة عن الثلث الرئاسي لأكثر من عهدة, وفق ذات المصدر.
وعرف عن الفقيد مواقفه الثابتة ودفاعه المستميت عن وحدة التراب الوطني.
هكذا شارك في اخماد نيران الفتنة لدى الطوارق 
         سيناتور انتمى إلى جيل من المناضلين المخلصين لقضايا الشعب الجزائري عامة والصحراوي خاصة صارع وجادل وعانق الحلم   والأمل كي يولد واقع جديد تسود فيه الاخوّة والعدالة .
       أمين عقال وأعيان توارڤ ازجر وعضوا مجلس الأمة الحاج إبراهيم غومة المعروف بصوت الحكمة والعقل بمنطقة التوارڤ ، كان يلعب دورا أساسيا في إصلاح الخلافات التي كانت في غالب الاحيان تؤدّي الى اشعال نار الفتنة بين عرشين واكثر  في مجتمع الطوارق ، اين كان اخمادها على يديه عن طريق اجتماعه مع ممثلي العروش المتخاصمة وأعيان وعقلاء المناطق لتتّخذ قضايا الصلح بين المتناحرين طريقها الصحيح بغية الكف عن سفك دماء الأبرياء.
      نذكر منها ماحدث في  رمضان 2009 ،  مع بداية توتّر الاحداث الشهيرة بالحدود الجزائرية ، اين اهتزّت الدبداب على حادثة كادت ان تضع المنطقة على صفيح فتنة ساخن بين عرشين يقطنان بحي 105 مسكن بالدبداب عقب الإعلان عن وفاة الشاب ”غ. ب” 24 سنة بمستشفى غرداية والذي أصيب بجروح خطيرة ، لولا صوت الحكمة  لـ"اب الطوارق" الحاج ابراهيم غومة  أمين عقال وأعيان توارڤ منطقة ازجر وعضوا مجلس الأمة لثلث الرئاسي آنذاك الى مقر بلدية الدبداب الحدودية بولاية إيليزي والذي جمعه  بممثلي العرشين المتخاصمين وأعيان وكبار وعقلاء بلدية الدبداب والسلطات المحلية للبلدية  ، حيث نطق كلمته المسموعة بقرارت صارمة تفضي إلى إعادة السلم إلى المنطقة واستتباب الهدوء ومنع تأزم الأمور والعودة إلى الحياة الطبيعية ونسيان جميع الأحقاد والعمل بجد على عدم تكرار الأحداث المؤلمة مهما كانت الأسباب، مع ضرورة التعايش والتعاون مع بعض.
      وطالب أمين عقال وأعيان توارڤ ازجر وصاحب مساعي إصلاح الموقف في كلمته أمام المجتمعين من السلطات المعنية أخذ الأمور بجدية وصرامة لضمان أمن وسلامة المواطن وممتلكاته، بالإضافة إلى محاسبة وتسليط أقصى العقوبات على المتسببين في تجدد اندلاع الأحداث الأخيرة بمنطقة الدبداب للعدالة.
ويذكر الكثير من معارف الحاج غومة ،منهم السيد "م،غ" مسؤول في الغرفة الفلاحية بتراب الولاية ان هذه الحادثة الموثّقة ليست الوحيدة ، فقد اتّخذ " الحاج " من هذه الطريقة على نهج الصالحين سبيل تحقيق الامن والاستقرار دون اللّجوء الى أي وسيلة اخرى
كما يذكر ذات المصدر انّه لم يكن يغلق بابه في وجه أي كان مهما كان اصله ،فحلمه الوحيد والذي راوده فخدمه طيلة مشواره  جنوب يتّسع للجميع.
صوت الانسانية الذي كسر الصمت
رحل الحاج غومة لكن مواقفه ظلّت بيننا ،راسخة في عقول مجتمع الايموهاغ ،فعندما تقرّر غلق الحدود بين الجزائر وليبيا حيث تجمعهما بوابتين بكل من تين الكوم بجانت " البلدية" آنذاك ،والدبداب بايليزي ،استنجدت القبائل الطارقية في الدولة الشقيقة به ، كيف لا وهو من كان الصوت المسموع هناك ايضا.
     فالمعلوم أن الحدود بين الجزائر وليبيا أغلقت بعد الأحداث التي مست هذا البلد، حيث كانت السلطات الجزائرية قد سمحت فقط    للمرضى بالعلاج على مستوى البوابة الحدودية، فيما يتم نقل الحالات التي تتطلب متابعات طبية متخصصة نحو مستشفى جانت
 غير أن هذه الإجراءات لم تعد كافية،  بالنظر إلى محدودية الإمكانيات الموفرة للعملية، وكذا لكون مطالب فتح الحدود، تحمل صبغة اجتماعية كذلك، على خلفية العلاقات الاجتماعية والقرابة والمصاهرة التي تربط الكثير من العائلات على ضفتي الحدود التي لم تسمح الإجراءات الحالية لها بالمرور، ما شتت أسرا وعائلات نصفها داخل الجزائر ونصفها في ليبيا، وتعقيدات أخرى كثيرة مرتبطة بهذا الوضع .
    كل هذه الحيثيات لم تغب على رجل عارف بأمّه الصحراء راضعا من حكمتها ، فلبّى النداء ورافع من اجل الحالات الإنسانية   والاجتماعية، وجاء في الرسالة التي رفعها الى الرّئيس الاسبق آنذاك  " نسجل ملاحظاتنا كعارفين بالمنطقة وخاصة الصحراء الكبرى وقبائل ايموهاغ. 
" إن ما يقع من أحداث بجوار حدودنا ما هو إلا بداية ليس لها نهاية من زعزعة المنطقة، والمساس بالأمن القومي لدولتنا قد يشعل حربا بالمنطقة ويولد اللا أمن وعدم الاستقرار بحدودنا الجنوبية الكبرى.
      كما تمسّك بقضية هويته التي افتخر بها فأضاف " نطالب أكثر باتخاذ اللازم بخصوص الوضع في ليبيا وفي منطقة الأزواد لأن    الوضع يؤثر مباشرة على مجتمعاتنا بولايات الجنوب الكبير والمنطقة بصفة عامة " .
      وختم أمين عقال التوارق رسالته بمخاطبة سكان ليبيا وأزواد (شمال مالي)، ودعوتهم إلى " شيء من ضبط النفس وتحكيم العقل " .
        خلال الازمات التي عرفتها دول الجوار مصدّرة اياها للجنوب الجزائري ، عرف صوت غومة صدى كبيرا في مخاطبته لا     المنطقة من اجل ضبط النفس والعمل لكل ما من شأنه أن يحقق الأمان والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع بالصحراء الكبرى والجزائر الحبيبة.
     مواقف كثيرة استطاع خلالها ان يخطّ اسمه بحروف راسخة في ولاية ايليزي مسقط رأسه ، ليبقى خالدا في قلب كل انسان صحراوي كان له صوتا وصورة.
حيا في بلاد عاش فيها مجاهدا ورحل منها مجاهدا ،فعظّم الله اجر الجزائر في شهيدها ، والهم الصحراء صبرا في وليدها الذي لن   
.يكرّره التاريخ
داحي سمراء
           
 

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟