أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

الشيخ المجاهد سيدي أحمد بن حمه التجاني التماسيني..مواقف لاتنس

الأحد 07 نوفمبر 2021
آخر تحديث : الأحد 07 نوفمبر 2021 موقع الجنوب الكبير  

بدأ النشاط السّياسي لشيخ الزاوية التجانية بتماسين بتقرت الراحل سيدي أحمد بن حمّه التماسيني المعلن ، حسب ما نقله الباحث في التاريخ النذير التجاني عن والده العلامة الصادق العروسي التجاني إثر أحداث مجازر 08 ماي 1945م بمناطق خرّاطة و سطيف و قالمة ، و التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين المطالبين بحقّ تقرير المصير الذي وعدت به الدّول الإستعماريّة الأوروبيّة الأهالي، شريطة أن يتجنّدوا في جيوشها لمحاربة دولة ألمانيا النازيّة الهتلريّة ،  و ألقي القبض على الآلاف من المناضلين الجزائريّين النّاجين من المجازر و زُجّ بهم في السّجون بالصّحراء
دوره في إطلاق سراح مساجين أحداث 08 ماي 1945
عشيّة الإحتفال الفرنسي التقليدي بعيد الجمهوريّة في 14 جويلية من كلّ سنة ، أرادت فرنسا أن تعطّي زخم خاص لهذه الذكرى التي ألغيت طيلة الخمس سنوات للحرب العالميّة الثّانيّة ،  في محاولة من خلالها إسترجاع مجدها و كبريائها ،  و بالمناسبة عيّنت بعض الأعيان الجزائريّين لحضور هذه الذكرى في يوم 14 جويلية  1945م بالعاصمة الفرنسيّة باريس حسب ما أكده العلامة الصادق العروسي . و عيّن من ضمن الوفد المستدعي ، الشّيخ سيدي أحمد التجاني؛ فأتّصل به البشير الإبراهيمي بإسم جمعيّة العلماء المسلمين  و طلب منه أن يسعى الى مقابلة الجنرال ديقول رئيس فرنسا المؤقت و يطلب منه إطلاق سراح المساجين الجزائريّين ،  فوعده الشيخ سيدي أحمد بفعل ما بوسعه  
و حضر الشيخ بن حمّه الحفل الإستعراضي في باريس و عند إنتهاء الحفل سارع بمغادرة مكانه قبل مغادرة الجنرال ديقول مكانه و السّلطات العليا ، مخالفا بذلك لقانون البروتوكول ،  و فعل ذلك بقصد التّواصل المباشر مع الجنرال ديقول وهو يغادر المنصّة الشرفيّة ، علما بأنّها الفرصة الوحيدة المتاحة لمقابلته ،  و رغم حرص أعضاء الأمن لمنعه ، إلاّ أنّ الشيخ تربّص بكلّ هدوء حتّى إذا كان الجنرال مارّا أمامه رفع صوته مناديّا عليه بإسمه و خرج فجأة من الصّف ، فأمسك به رجال الأمن لكن لاحظه الجنرال و عرفه ، و أمر رجال الأمن بتخليّة سبيله ، و سأل الشيخ عمّا يريده، فقال له الشيخ سيدي أحمد التجاني : "يا حضرة الجنرال جئت لأقول لك بأن المجازر التي أرتكبت في حقّ الجزائريّين يوم 08 ماي هي بمثابة وصمة عار في جبين فرنسا و طلب منه إطلاق سراح المساجين لتخفيف من وطأة ما أصابهم من شدائد ، و قد شارك آباءهم و إخوانهم في تحرير تراب فرنسا من النازيّين ،  فأجابه الجنرال دي قول قائلا: " قبل أن تطأ قدماك أرض الجزائر حين عودتك، سيتمّ إطلاق سراح المساجين"، و كان الأمر كذلك ، حسبما أكدها المجاهد سيدي محمد الطيّب نجل الخليفة سيدي أحمد بن حمّه للعلامة الصادق العروسي
انخراطه في عديد التشكيلات السياسية و الاجتماعية و الثقافية
إنخرط الخليفة الشّيخ سيّدي أحمد التّماسيني التّجاني في العديد من الجمعيّات الخيريّة و الثقافيّة و شارك في الحياة السّيّاسيّة كممثّل على الأهالي القاطنين بالجنوب الشّرقي ، حيث انخرط في  - جمعيّة الحرمين الشّريفين - جامعة الزّوايا للشمال الإفريقي التي تأسست يوم 15 مارس 1948م بالجزائر - المعهد الخيري  - مجلس النّواب الجزائري ، أين نظّمت الحكومة الفرنسيّة إنتخابات في 04 أفريل من سنة 1948م من أجل تأسيس "برلمان" للجزائر ينتخبه الشّعب بتعيين نوّاب المجلس ،  و لهذا الغرض ألحّت الحكومة على الشّيخ ليرشّح نفسه في قائمة الأحرار، فأبى ذلك و أحالها إلى المحامي  إبراهيم غريب الذي عرف بالكفاءة العلميّة و الخبرة السّيّاسيّة و الإجتماعيّة ، لكن خسر هذا الأخير في الجولة الأولى في مقابلة أحمد ميلودي مرشّح الحركة الوطنيّة و الذي فاز بالأغلبية السّاحقة ،  و ثارت ثائرة الفرنسيّين لأنّهم فوجئوا بتغلغل حزب الشّعب في أوساط الجماهير الجزائريّة
     
قبوله الترشح للانتخابات حماية لأبناء الوادي وتفادي للفتنة
في مساء الإثنين 05 أفريل 1948م ، شهدت مدينة الوادي إستنفار للقوات المسلحة الفرنسيّة التي قامت بنصب مدافع في نقاط متعدّدة أُعلن من خلالها عن إلغاء الدّورة الأولى و تنظيم دورة ثانيّة يوم 11 أفريل 1948م ، و في يوم الثلاثاء 06 أفريل من نفس السّنة تمّ إستدعاء الشّيخ سيدي أحمد بن حمّه من طرف الحاكم العسكري بتقرت لإجباره على الترشّح بنفسه ،  حسب ما نقله العلامة المؤرخ الصادق العروسي عن أمين سرّ الشيخ في أموره الخاصّة بشؤون الثورة المقدم سيدي محمّد الكبير الزّعيم الكوينيني الأصل و السّاكن بتقرت ، والذي يقول: "أن الشيخ سيدي أحمد جاء إلى منزله الذي كان يعتبره مكانا آمنا لملاقاة بعض رجال الثّورة بعيدا عن أنظار العيون التي تراقب حركاته بالزّاويّة ،  و واصل الحديث قائلا بما نصّه: " قدم الشيخ يوم الثلاثاء 06 أفريل 1948م من تماسين إلى تقرت لملاقاة بعض الأصدقاء و الأحباب في مخزن بلعباس بتقرت ،  لم يقم من مجلسه إذ أتاه أحد الموظفين و قدّم له إستدعاءا عاجلا من قبل الكلونيل الحاكم العسكري بتقرت ،  و أصطحب معه إبراهيم غريب لمقابلة الحاكم ، و لمّا تقابل الشيخ مع الحاكم سلّم له هذا الأخير غلافا و عند فتحه وجد به ورقة بيضاء‌ ، فسأل الحاكم ماذا يعني بهذا ؟
 
 ‍‌ فأجابه قائلا: "لديك ثلاثة ساعات لتمضي هذا الورقة بموافقتك على ترشيح نفسك في قائمة الأحرار عوض السّيد إبراهيم غريب ،  و إذا أصريت على رفضك القديم، فإنّ فرنسا عازمة على "تأديب" مدينة الوادي و الزّجّ في السّجن بالمنخرطين في حزب الشّعب، مضيفا له : "و لن يكون لك الحقّ في الدّفاع عن أبناء وادي سوف"،  و لمّا تيقّن الشّيخ بعزم فرنسا على تنفيذ مكروها و مخافة على مصير أبناء الشعب بالوادي ، أضطرّ لتحمّل هذا العبء الخطير و ما قد ينجرّ عنه من المسّ بشخصيّته الدّينيّة و بسمعته الصّوفيّة ،  لكنّه واجه الموقف بحسب ما يقتضيه الواجب ،  و قال لنا بعد ما عاد من عند الحاكم: "هل كان لي إختيارا ؟ و كيف أجيب  المقدّمين سي العروسي (محمّدي) و سي محمّد الصّالح (التجاني) إذا زجّ بإبنيهما في السّجن لنشاطهما في صفوف الحزب المذكور؟"،  فشارك الشيخ في الإنتخابات بعد حملة إنتخابيّة سعى من خلالها الى ضمّ الشّمل و تفادي الفتنة. فألقى كلمة بجوار مسجد الرقيبة قال فيها : "أنا لست في حاجة إلى هذه المناصب ، لكن أقبلت على هذا الأمر مخافة أن يحاسبني الله على التّقصير في الدفاع عن أبناء مدينة وادي سوف" ،  و نادى المناضل ميلودي أحمد من كبار الأعيان في حزب الشعب مخاطبا إيّاه بقوله : "يا سي أحمد لا يمكن الختان بالأصابع (و يقصد بذلك أنّ الحصول على الإستقلال لا يتحقّق من غير توفير السّلاح و العدّة و التخطيط المحكم) " ،  فكان التّوافق بين الشّيخ و السيد ميلودي أحمد ممثل حزب الشّعب الذي أجابه : "صدقت يا الشيخ". فصار النّصر حليفه و ذلك لما لمسه فيه النّاخبون من حسن نيّة و حكمة و حسن معاملته مع أبناء الشّعب. فتمّ أمر المجلس و تبوأ كل نائب مقعده و أنقسم النوّاب حسب مرجعيتهم السّياسية إلى ثلاثة أقسام
 قسم " المنيفست "يرأسه عبّاس فرحات أحباب البيان - قسم " البيبيآ" و هو حزب الشّعب الجزائري برآسة مصالي الحاج الذي كان يطالب بالإستقلال - قسم " الأحرار" و ينتمي إليه الشيخ الذي تجنب كلّ التجاذبات الحزبيّة و أتّخذ موقف المتبصّر الخبير 
 
مساهمته في الرقي بالواقع المعيشي لسكان المنطقة
طيلة العهدة التي قضاها الشيخ في البرلمان حرص على خدمة الشّعب الجزائري من النّاحيّة الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و السّيّاسيّة ،  فسعى في نشر العلم و التوعيّة و التآخي و التّعاون على البرّ و التّقوى كما هو ديدنه ،  واحتكّ هناك برجال أُنتخبوا ليصنعوا ثورة نوفمبر و ليقودوا الحكومة الجزائريّة المؤقتة ثمّ المستقّلة ، كما  سعى في نفع البلاد بالتّشديد  على بناء المدارس و حفر الآبار لسقي البساتين بوادي ريغ و إنشاء العيادات في القرى و المستشفيات بالمدن الكبرى في وادي ريغ و وادي سوف و تسخير  كلّ ما في وسعه في رفع المستوى المعيشي للأهالي ..
 
                                                                                                                                       نزهة التماسيني

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟