أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

في ذكرى معركة قرداش… حينما احتضن الفلاحون الثورة

الثلاثاء 02 نوفمبر 2021
آخر تحديث : الثلاثاء 02 نوفمبر 2021 موقع الجنوب الكبير  

 

   سيناريو معركة قرداش التاريخية بتماسين
وقعت معركة قرداش في 28 أكتوبر 1958 م بالقرب من بلدة عمر بتماسين التابعة أنداك للناحية الرابعة بالولاية السادسة التاريخية ، و تعود أحداثها الى أن مجموعة من المجاهدين متكونة من القائد العيد عماري بن الصحراوي مع رفيقه ابراهيم سلطاني و أحمد السعدي كانوا في مهمة بهدف اعادة تشكيل اللجان المدنية وهيئات الفدائيين و المسبلين ، وكذا عادة هيكلة مراكز الاتصال التابعة للثورة بالمنطقة ، وبعد إنهاء المجموعة السالفة الذكر لمهمتها بالعالية ، شدت الرحال الى بناية مهجورة داخل منطقة قرداش الفلاحية ، ومن هناك تم الاتصال بالزاوية التجانية بتماسين للتزود بالمؤونة و تسلم الأموال ، وكان محمد التجاني هو المكلف بالاتصال بالمجموعة ، لكن مع حلول منتصف النهار وجدت المجموعة نفسها محاصرة من قبل كتيبة يقودها الكولونيل كريستوم ، لتبدأ المعركة غير المتكافئة من قبل  المجاهدين الثلاثة بعد قتلهم كلب الاستكشاف ، لتشرع حينها القوات الفرنسية في قَنبلة البرج ، دامت المواجهة 6 ساعات من الظهيرة الى غاية حلول الظلام ، مما أسفر عن مقتل الكولونيل كريستوم المعروف لدى السكان باسم ” قريطيس”  و تسجيل خسائر معتبرة في صفوف جنود الغزاة بين قتلى و جرحى قدّر عددهم بالعشرات في الوقت الذي أستشهد فيه المجاهدون الثلاثة بعد أن سقط عليهم البرج و تعرض محمد التجاني بعدها للاعتقال و المسائلة ...
بداية النشاط الفعلي للثورة بمنطقة وادي ريغ
وحسب المؤرخ والدكتور رضوان شافو أن الثورة التحريرية نقلت عملها السياسي والعسكري إلى الصحراء الجزائرية منذ غرّة نوفمبر 1954م حسب شهادات بعض المجاهدين، وإذا خصصنا وادي ريغ، فإن أغلب المراجع والمصادر خاصة شهادات المجاهدين  الذين لازالوا على قيد الحياة، تتفق على أن النشاط الفعلي للثورة في المنطقة ، كان ابتداءً من سنة1955م ، وبرز أكثر ابتداءً من سنة 1956م ،لاسيما بعد إضافة منطقة الصحراء كولاية سادسة  طبقا لمقررات مؤتمر الصومام ،
ويضيف ذات المتحدث أن أولى الاتصالات بجبهة التحرير الوطني كان سنة 1955 م ، وهو ما يؤكده المجاهد عمار حشية في قوله :” الموفدون الاوائل لجبهة التحرير شرعوا في البحث عن الدعم لتنصيب الخلايا الاولى ، حيث تنقل سي الحواس من أجل مهامه الى تقرت وورقلة في ربيع ،1955 أين أجرى اتصالات مع وجهاء من الأحزاب الوطنية ومشايخ الزوايا التجانية والقادرية ،
رواية أخرى للمجاهدين ميعادي فخرالدين والمولدي بن احميدة، تذكر بأن ” الطالب العربي بعث بمجموعة تتكون من أحمد لمقدم وبلقاسم حمِّي وخليفة بالحاج إلى شيخ الزاوية التجانية بتماسين سيدي احمد التجاني لتشكيل لجنة دعم وحركة ثورية بمنطقة وادي ريغ ، وسبب اختيار الزاوية التجانية هو تمويه العدو في تنقل المسبلين تحت غطاء زيارة الزاوية والتبرك بشيخها ، وقد تم الاتصال بالشيخ أحمد التجاني لكنه أحالهم على محمد الصالح مسغوني، حتى تبقى اجتماعات ولقاءات مناضلي الثورة بالزاوية التجانية بعيدا عن أعين السلطة الاستعمارية، وقد عمل المرحوم صالح مسغوني على تشكيل لجنة الدعم الثوري، إلا أن هذا التنظيم فشل بسبب اكتشاف السلطة الاستعمارية أمرهم. ويضيف شافو  حسب شهادة المرحوم المجاهد المولدي بن احميدة، أن الشيخ أحمد التجاني سلَّمه سلاح من نوع ايطالي، فخبأه في كيس من التمر، ثم أرسله الى مقر الخلية الثورية بقرية مقر، وحسب شهادة المجاهد الأزهري ثابت بأنه شارك في دورية نحو تقرت رفقة بعض المناضلين من منطقة المغير، حيث زاروا تقرت ثم تماسين والزاوية التجانية ، حيث قدم لهم الشيخ أحمد التجاني مبلغا من المال لدعم الثورة ..
العمليات العسكرية للثوار بالجنوب تربك العدو الفرنسي
وأوضح شافو أنه على خلفية زيارة بعض قادة الثورة التحريرية الى الجنوب الشرقي الجزائري تم تشكيل مختلف الخلايا المدنية لجبهة التحرير الوطني منذ سنة 1955، والتي دخلت الى معركة التحرير من خلال مختلف العمليات الفدائية والاشتباكات والعمليات العسكرية، وقد أفاد تقرير فرنسي في اطار تحقيق عسكري قامت به الكتيبة الأولى للقوات المظلية الأجنبية ، أن انتشار سرعة العمل العسكري بالصحراء عموما، ومنطقة ورقلة خصوصا، دفعت بالكثير من السياسيين في البرلمان الفرنسي إلى المطالبة باتخاذ تدابير وإجراءات عسكرية حاسمة، بهدف حماية المصالح الفرنسية، وضمان أمن وسلامة المستوطنين الفرنسيين ، نتيجة لهذه العملية العسكرية الفرنسية ضد مجاهدي المنطقة ،تفككت العديد من اللجان والخلايا المدنية لجبهة التحرير الوطني، وشهد النشاط الثوري نوعا من الركود، غير أن هذا الأمر لم يستمر طويلا، إذ سرعان ما أعيد بلورة النشاط من جديد، لاسيما وأن هذا الأمر قد تزامن مع إعادة هيكلة الولاية السادسة ورسم حدودها مرة أخرى في أفريل 1958 م.
أبرز المعارك التي خاضها سكان وادي ريغ 
ومن أبرز المعارك و العمليات الفدائية تلك التي كانت  ضد قطار البضائع الذي انطلق من تقرت في اتجاه الشمال حيث قام المجاهدون بتفكيك براغي السكة الحديدية بناحية سيدي راشد التي تتوسط تقرت والمقارين، فانقلب القطار مخلفا خسائر كبيرة ، بالإضافة إلى العملية الفدائية التي قام بها المجاهد أرميثة عبد الله بالمغّير سنة 1959 م ،حيث قام بقتل امرأة يهودية تسمى “سلطانة” كانت قد جعلت من منزلها وكرا ومرتعا لتجمع الضباط والعساكر الفرنسيين وأعوانهم، أين يرتكبون المحرمات والموبقات وغيرها من الأفعال السافرة الغير أخلاقية، أما فيما يخص المعارك والاشتباكات فقد شهدت المنطقة عدة معارك أبرزها معركة لبرق بالحجيرة في 25 ماي 1958 م، ومعركة قرداش السالفة الذكر  بتماسين في 28 أكتوبر1958 م، واشتباك الدليليعي بالطيبات في 14 سبتمبر 1961 م، ومعركة القصور بالمقارين في27 أوت 1961 م، ومعركة السخونة بتقديدين في 2 فيفري 1958 م، معركة سيدي خليل 19 ماي 1958 ، ومعركة الخزانة في 02 أكتوبر 1959م بنواحي قرية المرارة.
اضراب ال 8 أيام بالمنطقة
و أشار الدكتور شافو الى  تلبية سكان وادي ريغ لنداء جبهة التحرير الوطني الخاص  باضراب ثمانية أيام من 28 جانفي إلى 04 فيفري 1957م  فوزعوا المناشير الداعية إلى الإضراب على التجار والعمال والفلاحين ، فشُلَّت حركة التجارة والنقل والفلاحة طيلة أسبوع وهي المدة المحددة للإضراب ، وهذا ما تؤكده الرسائل المتبادلة بين مدير القرض المالي الجزائري- التونسي بقسنطينة ومدير فرع القرض بإقليم الواحات وتقرت ، وكرد فعل شرعت السلطة الاستعمارية في قمع المضربين بكل عنف، ولجأت إلى اختطاف الكثير من المضربين من منازلهم واصطحبتهم لفتح محلاتهم تحت طائلة التخويف والتهديد والضرب المبرح ، كما حطمت محلات أخرى بعدما اقتحمتها بالقوة
التصدي لمشروع فصل الصحراء عن الشمال
 
و أوضح ذات المصدر أنه بتوجيهات من الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان، قررت قيادة الولاية السادسة التاريخية إفشال كل المحاولات الرامية لفصل الصحراء عن الشمال في الميدان وتوجيه ضربات موجعة للعدو، رغم الظروف الطبيعية القاسية التي تتميز بها المنطقة الصحراوية ، حيث قامت بتوزيع المناشير على سكان الصحراء تفند الادعاءات الفرنسية المغرضة. وهددوا كل من ينساق وراء مؤامرة الانفصال، كما اتصلوا بأعيان الصحراء والزعامات المحلية وشيوخ الزوايا بهدف التعبئة الشعبية لكونهم يملكون سلطة روحية واجتماعية ، بغرض إفشال كل الاجتماعات الرامية إلى تحقيق المشروع الاستعماري، ومنهم الشيخ باي اخموخ سكان الهقار، والشيخ إبراهيم بيوض، والشيخ احمد التجاني، والقائد العيد بوسعيد وعلى مستوى القيادة العسكرية فقد تم تعيين الملازم الثاني محمد شنوفي، على الناحية الرابعة بالمنطقة الرابعة التي تشمل ورقلة ووادي ريغ من أجل التصدي لمؤامرة الانفصال ..
 
  نزهة التماسيني  

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟