أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

زيارة داغمولي بتمنراست بين الدين و الثقافة

السبت 26 مارس 2016
آخر تحديث : الأحد 08 ماي 2016 موقع الجنوب الكبير  

 

 

  تشهد ولاية تمنراست ، و بحلول يومي الخميس و الجمعة من الأسبوع الأخير لشهر أفريل من كل سنة و على مرور عشرات السنين ، قيام ما يعرف بزيارة  "داغمولي" هذا الاسم التارقي المركب من كلمتين (أداغ) و معناها (الحجرة) و (مولين) و معناها (بيضاء) نسبة لجبل صغير بالمنطقة - قرية تقع غرب عاصمة الأهقار على بعد حوالي 45 كلم ببلدية أبلسة -.

هذه الذكرى أو الزيارة التي تقام تخليدا للشيخ الولي الصالح مولاي عبد الله هيباوي بن سيد الوافي (رحمه الله) ، الذي عرف في ذلك الزمان بورعه و تقواه ، حيث كان من الناس المؤمنين الداعين لمحاربة الكفر ، مما جعله يحظى بمكانة عالية عند الناس خاصة طوارق منطقة الهقار و بالخصوص قبيلة (أق غالي) .

  فحسب رواية الشيخ عبد الرحمان برماكي و هو أحد شيوخ المنطقة ، فإن مولاي عبد الله (رحمه الله) لما استقر به المقام بمنطقة (أداغ مولين) و نظرا لما حظي به من مكانة عند السكان بسبب رجاحة عقله و رؤيته السديدة للأمور ، و بحضور العلماء  من أمثال (محمد عبد الله الخراشي ، سيد أحمد الفلاني ، سيد البكاي ) ، أصبح قبلة السكان خاصة في فك النزاعات و إصلاح ذات البين بين قبائل الطوارق ، أين عقد اجتماع و أسسوا لصلح بين القبائل المتناحرة ، مما أدى بسكان المنطقة  و منذ ذلك الوقت بجعل هذا المكان في المنطقة يوم لقاء مرة في السنة ، و بعد وفاة الشيخ مولاي عبد الله هيباوي سنة 1333 هجري ، تبلورت فكرة تخليد هذه الذكرى بإقامة فاتحة و صدقة بحضور العلماء و الناس ، فإن كان هناك مشكل أو أي شيء فإنه في صبيحة الزيارة يصفى و يتم الصلح و تحل جميع المشاكل ، لأنها حسب (هيباوي محمد) أحد أحفاد مولاي عبد الله رحمه الله ، الهدف منها كان فك النزاعات و إقامة الصلح بين الناس .

 

زيارة ليست ككل الزيارات .

 

  ما يعرف على الزيارات في جميع البلدان التي تجرى فيها ، وجود ضريح ولي صالح يزوره الناس ، نظرا لكراماته التي شهدت له أو غيرها  ، إلا زيارة مولاي عبد الله هيباوي ، فالزائر لمقر الزاوية بـداغمولي يلاحظ  انعدام لأي ضريح ، فالزاوية حسب الشيخ (عبد الرحمان برماكي) ليست كغيرها من الزوايا الحديثة ، فهي قبلة الفقراء و المحتاجين و المساكين بكل ما بها من مال أو لباس آو سكن ، فهي لا تحتوي على باب منذ 1945 بعد آن قام مولاي عبد الرحمان ابن مولاي عبد الله رحمهما الله  بخلعه من اجل أن تكون قبلة لكل محتاج و في أي وقت ، و قيامها كل سنة في هذا الوقت المحدد لها إنما هو اعتبارها صدقة بالدرجة الأولى ، فبحلول وقت الزيارة تشهد المنطقة توافد كبير لسكان عدة مناطق من الوطن ، حيث تعرف تلاوة القرآن الكريم و حلقات الذكر و الدروس الدينية و التحسيسية من طرف مجموعة من المشايخ و العلماء  و هذا بدءا من يوم الخميس و إلى غاية مغرب يوم الجمعة ، أين يتم تأدية صلاة المغرب و ختمت القران الكريم و إقامة الفاتحة و الدعاء و التضرع إلى الله ، و هذا ذكرى و تخليدا للولي الصالح مولاي عبد الله هيباوي ، و بحلول سنة 1978 حسب الشيخ برماكي و برأي من إبن مولاي عبد الله  ، الشيخ مولاي عبد الرحمان رحمهما الله ، أصبحت الذكرى مزدوجة ترحما على مولاي عبد الله و كذا شهداء معركة تنيسا سنة 1905  ضد المستعمر الفرنسي ، إلى أن أصبحت ذكرى ثلاثية بالترحم على شهداء حرب التحرير المجيدة .

 

الفكلور الشعبي يثبت حضوره .

 

  و خلال اليومين تشهد الزيارة حفلات فلكلورية من التراث الشعبي المحلي الذي تزخر به المنطقة ، فتشهد ساحاتها رقصة (الإيصارا) و التي يقوم فيها الرجال بالرقص الفلكلوري بالعصي على إيقاعات الطبل ، و في نفس الوقت تقام رقصات (البرزانة) أو (البارود) و هي رقصات تستعمل فيها قنابل يدوية على إيقاع الطبل و كذا مجموعة من الحفلات الفلكلورية التي تبدأ مع بداية الزيارة و إلى غاية أذان المغرب ليوم الجمعة .

 

ختام على صوت دعاء المحبة و الإخاء.

 

   مع وقت ما بعد صلاة العصر من اليوم الثاني للتظاهرة و المصادف ليوم الجمعة ، يتوافد كل الزائرين إلى المصلى الذي يتوسط القرية ، أين يتم إلقاء الدروس الدينية و ختم القرآن الكريم و كذا قرأت الفاتحة و الدعاء لله بما يصلح العباد و البلاد، داعين الله بضرورة التآخي و التعايش فيما بين كل الناس و نبذ الخلافات و العداوة التي من شأنها أن تفرق بين البشر ،  عسى أن يكون رجل بين الناس مستجاب الدعوة ، متفرقين على أمل العودة في السنة المقبلة .

 

   و تبقى زيارة أو ذكرى مولاي عبد الله بداغمولي ، إحتفال ديني روحي بطبوع ثقافية سُنة سنوية لدى سكان منطقة الأهقار ، يشاركهم فيها مختلف علماء و سكان الوطن ، يتذكرون من خلالها سير و طرق أسلافهم السابقين ، محسسين الأجيال القادمة بضرورة الإقتداء بطرق من سبقوهم في كيفية التعايش مع بعضهم البعض في سلم و أمان .

 

                                                                                                                                                                   تمنراست : بن حود محمد الصالح

 

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟