أخبار هامة
تقرت: بحيرات تقرت تنوع بيئي وجاذبية سياحية في حاجة الى تثمين
الإثنين 01 فيفري 2021
آخر تحديث : الإثنين 01 فيفري 2021
موقع الجنوب الكبير
تزخر الولاية المنتدبة تقرت بعدة مناطق طبيعية رطبة تستقطب العديد من الفضوليين والمهتمين بالطبيعة استطاعت من خلالها أن تشكل جاذبية للسياح وخاصة في ما يتعلق بتنوع الحيواني والنباتي عبر عدة مناطق رطبة منتشرة في تراب الولاية.
و أضحت المسطحات المائية المنتشرة عبر مختلف بلديات ولاية تقرت و التي أدرجت بموجب اتفاقية " رمسار " الدولية للمناطق الرطبة ، مناطق راحة و تعشيش لمختلف أسراب الطيور المهاجرة التي تنتقل على رواق الهجرة بين أوروربا و افريقيا ، و التي تكيفت مع المميزات المناخية للمنطقة ، وجعلت منها مواقع للغذاء (القشريات والأرتيميا والنباتات المائية) والتكاثر.
وحسب المرشد السياحي السيد حمزة قوني يعود أصل هاته المسطحات المائية الى وادي ريغ الذي كان يجري على سطح الأرض و غار ليخلف منابع مائية على نفس خط الوادي حوالي 115 الى 130 كلم من بحيرة سيدي بوحنية بقوق التي دفنت الى بحيرة تماسين ثم طاطاوين بعدها لالة فاطمة بالمقارين و العين الزرقاء الى جامعة وسيدي عمران الى سيدي خليل أين يصب وادي ريغ في شط ملغيغ .
بحيرة تماسين عملية تهيئة بخطى ثقيلة:
ومن أبرز هاته المسطحات المائية بحيرة تماسين التي تقع في الجنوب الشرقي من البلدة، بين القصر القديم وجبل بوحمار، وهي بحيرة صغيرة يعود أصل نشأتها إلى بقايا وادي ريغ قديما ، ويبلغ طول البحيرة 400 م وعرضها 100 م وأعمق مكان فيها يبلغ 20 م ويسمى “الملالي” ، هذا العمق الذي يجعل مياهها تتخذ ثلاث مستويات باردة في السطح ، و دافئة ثم ساخنة في العمق وأقل مكان عمقا فيه هو ملغيغ ، كما تحتوي البحيرة على أنواع من الطيور والأسماك يؤهلها لاستقبال سكان المنطقة وغيرهم من الباحثين عن الاستجمام.
وتبلغ مساحتها 1.5 هكتارا كما تعد مصبا طبيعيا لمياه النز الفلاحية وتبلغ درجة ملوحتها 10 غ للتر. بحيرة تماسين محاطة بغابات النخيل التي تعد متنفسها ومكملها الطبيعي ، حيث تم تهيئة حوالي 900 م من محيطها ، كما تم وضع دراسة لمنطقة التوسع السياحي على مستوى البحيرة التابع لمديرية السياحة والذي سيضم مستقبلا بعض الفنادق والمرافق السياحية.
مرحلة الدراسات قد انتهت منذ مدة ولكن الانجاز متوقف لحد كتابة هذه الأسطر في انتظار مستثمرين للتكفل به ، حيث كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي بتماسين السيد حمادة محمد في كلمته على هامش افتتاح اليوم الدراسي الموسوم ب " تماسين عنوان لتنوع المنتوج السياحي " المنظم من طرف جمعية المواطنة لترقية الأجيال و السياحة التربوية بتماسين أن مصالحه بالتنسيق مع مديرية السياحة أخذت أشواطا لابأس بها في منطقة التوسع السياحي بالبحيرة وتم فتح الباب للمستثمرين لكن للأسف " حسبه " لم يتقدم مستثمرين لهم قدرات كبيرة داعيا في ذات السياق الى تحفيز الإستثمار في السياحة من خلال المستثمرين الخواص ، و يتطلع مواطنو تماسين اليوم الى اضافة بعض المرافق الترفيهية والسياحية التي تسقطب السواح وكذا تفعيل المشاريع المتوقفة ، فضلا عن الحفاظ على النظافة والمراقبة لتكون قطبا سياحيا ، و مع ذلك تحوي البحيرة اليوم على بعض الاكشاك والمرافق الصحية التي ينشط فيها بعض الشباب.
بحيرة المقارين رغم تصنيفها لم تستغل:
بحيرة لالة فاطمة الواقعة ببلدية المقارين تتربع على مساحة 5 هكتارات تقريبا تحيط بها الرمال وأشجار النخيل ، ذات موقع استراتيجي قريب من الطريق الفلاحي الرابط بين المقارين و سيدي سليمان ، و تزخر البحيرة بأنواع مختلفة من الأسماك فضلا عن اعتبارها محطة تأوي إليها أسراب مختلفة من الطيور المهاجرة ، كما تم استزراع نحو 400 أصبعية من سمك البلطي النيلي على هامش تظاهرة الموانئ و السدود الزرقاء في طبعتها السادسة تحت اشراف إطارات المركز الوطني للبحث و التنمية في الصيد البحري و تربية المائيات بملحقة حاسي بن عبد الله ، ورغم تصنيفها كمنطقة رطبة ضمن اتفاقيات رامسار الدولية ، لتحديد و حماية المناطق الرطبة في العالم ، إلا أن هدا الكنز السياحي بقي غير مستغل لحد الآن .. و حسب الناشط و الاعلامي رضا حلاسة ، فقد استفادت بحيرة لالة فاطمة من مشروع تهيئة وتثمين وتوسيع عن طريق الاستثمار الخاص رصد له مبلغ مليوني دينار جزائري لدراسة الجانب التقني للمشروع الذي يدخل في إطار اللجنة الولائية للمساعدة على تحديد المواقع وترقية الاستثمار وضبط العقار ، وتشمل هذه العملية تحديدا إنجاز حظيرة للألعاب ومد شبكة الإنارة العمومية وموقف للسيارات ؛ بالإضافة إلى مساحات خضراء وإعادة الاعتبار للمسالك المؤدية إلى البحيرة ، في انتظار تجسيد المشروع على أرض الواقع حسب ذات المتحدث .
بحيرة مرجاجة عملية نهب متواصلة:
بحيرة مرجاجة بالنزلة و المصنفة عالميا كمحية طبيعية ، كانت في الماضي محاطة بالكثبان الرملية وتمتاز بمياه شديدة الملوحة ، لكن بعد استحداث المستثمرات الفلاحية تغير المنظر الطبيعي الخاص بها ، هي اليوم تتعرض لمشاكل بيئية كبيرة بسبب عملية الردم الذي طالها من طرف بعض الفلاحين و الذي قضى على أكثر من نصف مساحتها التي كانت في الماضي تتجاوز تقريبا 12 هكتارا ، فضلا عن تلويثها بالمخلفات الصناعية ، يحدث هذا بعد أن كانت تستقطب أعدادا كبيرة من الباحثين عن الإستجمام و السواح الأجانب في فترة الثمانينيات ، بحيرة مرجاجة فقدت أيضا قيمتها الايكولوجية بسبب الإنخفاض الكبير في عدد الأسماك و الطيور المهاجرة التي كانت تعشش بمحاذاتها ، يحدث هذا تحت أعين و تجاهل المصالح المختصة لبلدية النزلة و مديرية السياحة .
بحيرة سيدي سليمان برغم الامكانيات الطبيعية الكبيرة تعرف التجاهل:
بحيرة بابا فندي بسيدي سليمان و التي تقع في مدخل البلدية بمحاذاة الولي الصالح سيدي سليمان ، يصل عمقها 10 أمتار و تتوفر على قدرات طبيعية تؤهل البلدية أن تكون قطبا سياحيا لو أستغلت بالشكل الأمثل حسب ملاحظين لكن قلة الأمكانيات المادية وغياب المستثمرين الخواص ماجعلها تعاني الإهمال ، كما توجد بالبلدية بحيرة سيدي سليمان و هي اصغر مساحة من بحيرة بابا فندي وبحيرة ثالثة أكتشفت حديثا في عمق الصحراء ، كل هاته البحيرات تشكل ملاذا للطيور المهاجرة .
بحيرات تقرت وجهة للطيور المهاجرة:
و لوحظ في شتاء العام الفارط 2020 على مستوى منطقة العانات بتقرت زوج من طائر " الدرسة الصغيرة " لأول مرة في الجزائر وثالث مرة في إفريقيا والذي يعد من الطيور النادرة ، حسب رئيسة محافظة الغابات بتقرت نجلاء عظامو العضوة بالشبكة الوطنية لملاحظي الطيور، و أحصت ذات الهيئة في 2019 ما لا يقل عن 22.215 من الطيور المائية المهاجرة ضمن الإحصاء الشتوي للطيور المائية المهاجرة على مستوى المسطحات المائية بالولاية ككل ، و التي تنقلت من المناطق الباردة بالقارة الأوربية نحو المناطق الجنوبية من أجل التكاثر وبحثا عن المناخ الدافئ علي غرار النحام الوردي وطائر البط البري الرخامي والبلشون الأبيض وطائر اللقلق الأبيض والشهرمان ودجاج الماء وغيرها من أنواع الطيور المائية الأخرى ، وقد ساعد هذا الإحصاء على تحديد 14 نوعا من الطيور المهاجرة التي تتخذ من المناطق الرطبة للولاية ملاذا لها ، كما لوحظ منذ سنوات تواجد طائر الغاق العظيم ببحيرة مرجاجة والتي توطن بها لمدة تقارب السنتين. حيث أجريت دراسات معمقة بشأن تواجد هذا الطائر بالمنطقة .
ن- التماسيني
ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟
لا توجد تعليقات على هذا الموضوع