أخبار هامة
  www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com     www.eldjanoubelkabir.com    www.eldjanoubelkabir.com  

قصر تماسين ... أطلال مدينة شاهدة على أصالة منطقة وادي ريغ

الإثنين 09 ماي 2016
آخر تحديث : الإثنين 09 ماي 2016 موقع الجنوب الكبير  

  يعد قصر تماسين التاريخي الذي يعود تاريخ تشييده حسب مؤرخين— إلى سنة 782 ميلادي, واحدا من القصور الصحراوية التي لازالت أطلاله شاهدة على تاريخ وأصالة هذه المنطقة, و تروي قصة القبائل التي مرت بها و شيدت حضارة "وادي ريغ ".

فمقارنة بين 16 قصر صحراوي قديم يتواجد بهذه الولاية و باستثناء كذلك قصر ورقلة العتيق لا يزال قصر تماسين بنمطه العمراني الفريد بالرغم من انهيار جزء كبير منه شاهدا إلى اليوم على العمق التاريخي و الثقافي الذي يميز جزءا هاما من تاريخ و أصالة المنطقة وواحدا من أجمل القصور الصحراوية التي بناها الإنسان القديم و صورة حية و إبداعا من إبداعات العمارة الصحراوية.

و قد شيد هذا المعلم التاريخي الذي يمتد على مساحة 12 هكتار على ربوة بارتفاع 8 مترا تطل على واحات النخيل حيث و بدخول الإسلام المنطقة أدخلت عليه تعديلات تتماشى مع العمارة الإسلامية القديمة.

و حتى لا يستطيع العدو إقتحام القصر أحيط آنذاك بسور عالي يبلغ ارتفاعه 8 متر و بطول 400 متر و خندق بعرض 6 متر تم ردمه أثناء تغلغل الإستعمار الفرنسي بالمنطقة وبه أربعة أبواب و أربع ممرات إندثرت مع مرور الزمن.

و فيما اختلفت الروايات التاريخية حول مشيد قصر تماسين إلا أن المؤرخين من بينهم العلامة ابن خلدون يرون بأن القصر أسسته قبيلة ريغة البربرية التي سمي إقليم وادي ريغ باسمها وهي الرواية الأقرب إلى الحقيقة حسبما أشار إليه رئيس مكتب حفظ و ترقية التراث الثقافي بمديرية الثقافة.

عمليات لحماية قصر تماسين من الإندثار

و على الرغم من القيمة التاريخية التي يعكسها هذا القصر الذي يمثل كذلك إرثا ثقافيا و تراثيا كبيرا لتعريف الأجيال الناشئة بتاريخهم و ثقافتهم و انتماءهم الحضاري إلا أن وضعيته الحالية تدعو إلى ضرورة التدخل من أجل تهيئته و إعادة الإعتبار له.

فالوضعية التي آل إليها هذا الفضاء العمراني العريق في الوقت الراهن خاصة ما تعلق بسكناته و كذا مساجده كمسجد سيدي علي التماسيني ( القبة الخضراء) الذي يعود إلى سنة 1204 ميلادي و الذي انهار جزء كبير منه و كذا مسجد باعيسى الذي لا تزال تقام به الصلوات الخمس يعكس حجم التدهور الذي وصل إليه سواء بفعل عوامل المناخ القاسي المميز للمنطقة الصحراوية من جهة أو تدخلات الإنسان التي جعلته عرضة للإنهيار من جهة أخرى.

و قد أدرجت عديد العمليات لإعادة تأهيل هذا المعلم العمراني والتراثي الهام, حيث جرى في إطار برنامج الأمم المتحدة للتنمية رصد غلاف مالي يقدر ب 80 ألف دولار للقيام ببعض أشغال الترميم التي مست الفضاء العمراني له حسب مسؤولي مديرية الثقافة بالولاية.

و تم في هذا الإطار بناء سكن تقليدي بداخل القصر و هو عبارة عن بيت نموذجي تم تشييده بمواد بناء محلية مع مراعاة النمط المعماري القديم للقصر كالأقواس الكثيرة التي تميز القصور الصحراوية القديمة ليكون مستقبلا نموذجا معماريا في كل عملية تهدف إلى ترميم و إعادة إنجاز السكنات المتواجدة داخل القصر كما تمت الإشارة إليه.

كما خصص له نهاية سنة 2006 غلاف مالي يناهز 10 مليون دج في إطار صندوق تطوير مناطق الجنوب للقيام بتدخلات إستعجالية لإعادة الإعتبار للقصر باعتباره من بين المعالم الأثرية المصنفة كقطاع محفوظ منذ شهر يونيو من سنة 2013 , وفق ذات المصدر.

و مست هذه التدخلات إنجاز دراسة تقنية حول القصر و تنظيفه و فتح المسالك و الممرات داخله بالإضافة إلى ترميم عدد من المعالم الأثرية المتواجدة به خاصة منه المساجد على غرار الصومعة و مسجد سيدي علي التماسيني "جامع القبة الخضراء".

ومع نهاية سنة 2015 فقد استفاد هذا المعلم التاريخي الهام من إعادة التقييم المالي لعملية إنجاز دراسة و مخطط دائم لحفظ و إصلاح القطاع المحفوظ ما سيسمح بإعداد إستراتيجية "شاملة"لحمايته و ترميمه كي يظل شاهدا على تاريخ المنطقة و عادات و تقاليد سكانها و إدراجه ضمن الحركية التنموية الاجتماعية و الاقتصادية و السياحية للمنطقة.

كما ستساهم هذه الدراسة كذلك في وقف التدخلات عليه سواء من طرف السكان أو جهات أخرى و بالتالي الحفاظ على قيمته الثقافية و التراثية كما ذكرت مسئولة بمديرية القطاع وردة خلفاوي.

شبكة من القصور العتيقة ذات قيمة تراثية وتاريخية

يذكر أنه و بالإضافة إلى قصري ورقلة و تماسين العتيقين المصنفين كقطاع محفوظ ( 2011 و 2013 ) يتواجد 16 قصر صحراوي عتيق موزع عبر عديد بلديات ولاية ورقلة حاليا ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية الولائية منذ سنة 2009 منتظر تصنيفها كمعالم وطنية و تاريخية.

وتتوزع هذه القصور التي يعود تاريخ تشييدها إلى حقب تاريخية غابرة وتمثل قيمة تراثية و تاريخية "هامة" من تاريخ تأسيس منطقتي "وادي مية" و"وادي ريغ" وفي تكوين تشكيلتها البشرية على كل من دوائر ورقلة وتماسين والحجيرة وأنقوسة والمقارين وسيدي خويلد والولاية المنتدبة تقرت حسب ذات المتحدثة.

وكالة الانباء الجزائرية                                                                                                                                                                                      

 
 
التعليقات  

لا توجد تعليقات على هذا الموضوع


ما رأيكم في مواضيع جريدة الجنوب الكبير؟